أبدع المخرج رون هاورد في إخراج قصة عالم الرياضيات جون ناش، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1994 لتحليله المُسمى اليوم ب”توازن ناش”. للقراءة والتعرف بشكلٍ أكبر أحثكم على مطالعة مقال الصديق شادي عبد الحافظ عن الموضوع.

البداية

في البداية نتعرف على ناش في برينستون، والتي دخلها بمجوب منحة للحصول على شهادة الدكتوراة، وتبدأ هنا حكاية الفلم.

وينقل لنا هاورد صعوبة تعامل ناش مع الأشخاص الغرباء حوله، وصعوبة تحدثه مع الفتيات بل حتى الأحاديث اليومية مع أصدقائه، ولكنه يرتاح وبشدة في الحديث مع زميله في الغرفة تشارلز.

فهو، ناش، يتجنب دخول الصفوف والتعامل مع الأساتذة، بحجة أنها تُضيع وقته، والأغلب بسبب قصور قدرته على التعامل مع الآخرين بسبب مرضه، والذي لم يعرفه حينها.

الوصول إلى مختبرات ويلر والتدريس في إم أي تي

ويسير الفلم بسلالة لنتعرف على مراحل حياته المختلفة ووصوله بعد دراسة واجتهاد كبيرين إلى المهنة التي أرادها، ليعمل بعدها كأستاذ في إحدى الكليات المرموقة في العالم أجمع.

وقبل زواج ناش من طالبته أليشا، يبدأ بالتعامل مع براتشر، وهو عميل سري في الحكومة يريد مساعدة ناش في مهمة سريّة، وهنا يبدأ الجنون بالتزايد.

فنتكشف فيما بعد، أنّ كلّ ما كان ناش يراه هو مجرد هلوسات بصريّة.
فالفتاة الصغيرة، بنت أخت تشارلز لا تكبر، وتشارلز لا يزور ناش وزوجته أبدًا، فقط ناش لوحده.

يدخل ناش المستشفى أكثر من مرة للتعالج من حالته، والتي شخصت بالفصام الذهاني، مرات دون إدراته ومرات أخرى برغبته للتخلص من الأعراض المتعبة.

أعراض مخيفة

تخيل أن يكون عالمك مثل ناش، يمتزج الواقع بالخيال لدرجة لا تستطيع تمييزها. كان تشارلز مجرد هلوسة بصريّة جيدة، فقد ساهم في دفع ناش إلى الأمام ومنحه الصداقة التي لم يستطع تحقيقها في العالم الحقيقي.

ولكن الخوف والرعب الذي بثه بارتشر في قلبه لا يُصدق. ذلك الخوف والرعب، الإحساس بالملاحقة الدائم من قبل الحكومة أو الأعداء. هذه الأعراض جميعها حقيقية.

ربما صوّرها الفلم بشكلٍ درامي للغاية في بعض الأحيان، لكنها تبقى حقيقية.

القصة غير الكاملة

توفي جون للأسف في 2015 في حادث سيارة مع زوجته، تاركًا جوني وحده.

ولم يذكر الفلم أن ابن جون، جوني، ورث من والده الذكاء والفصام، فحصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات، وسمع الهلوسات ورأها.

في هذه المقابلة يتحدث جوني وجون مع طبيبة نفسية عن الأعراض التي عاناها العبقري الصغير.

ولم يقم ناش، كما قام رسل كرو في الفلم، بإلقاء خطاب في السويد عند استلامه جائزة نوبل، ولكنه ألقى خطابًا عند عودته إلى برنستون.

ولم تكن حياة ناش سعيدة، أو سيئة بالكامل، ولكنها كانت صعبة، وتخللها طلاق وطفل غير شرعي وأشياء أخرى، يمكنك قرائتها من مقال سلايت عن ناش.

للمزيد عن ناش يمكنكم مشاهدة مقابلة الجزيرة الإنجليزية معه في 2009.

الفلم

جوائز الأوسكار التي حصل وترشح عليها الفلم
جوائز الأوسكار التي حصل وترشح عليها الفلم

استطاع الفلم الحصول على أربع جوائز أوسكار، وقدم لنا قطعة فنيّة محاولًا نقل ما يحصل داخل أدمغة المصابين باضطراب الفصام، ومحاولة فهم طريقة عملها. بالتأكيد كل شخص مختلف ولكن تقديم هذا التخييل على الأقل لفظاعة المرض أحيانًا يسمح للبعض بالتخلي عن وصم الاضطراب النفسي والمعاملة السيئة للمصابين به.

واستطاع رسل نقل الصورة بشكلٍ جيّد، الرعب في عينيه، نظراته واضطرابه والشك كان منقولًا بطريقة واقعيّة للغاية. وكان أداء جينيفر كونلي مميزًا لتحصل على جائزة الأوسكار.

باختصار

كان الفلم جيدًا، الموسيقى مميزة والتمثيل رائع، نقل القصة الطبيّة والأعراض كان دقيقًا إلى حدٍ كبير. أنصح به، ويستحق 8.5 /10. يمكنكم مشاهدة الفلم على نتفلكس.