أحضرت بدلتي الرسمية وذهبت إلى منزل العم حسن، لم أعرف ما المناسبة الرسمية التي سأذهب إليها. حاولت أن أستفهم من العم حسن لكنه أبى أن يتكلم “خلص بتعرف بعدين شو بدك عمو” وابتسم ابتسامة خفيفة.
اتصل بي في الساعة الثالثة ابن العم حسام، محمد، “كيفك فرزت، شو أخبارك شفتك بالمشفى مبارح بس شكلك ما انتبهت عليي، بدي اطلب منك شغلة، فيك تجي تكون من حاملي الهدايا؟” أنا استغربت بالطبع، شو حاملي الهدايا وشو بدو مني ؟! 

بعد حفلة الخطبة

بعد حفلة الخطبة


تحدثت للعم حسن، وسألته عمّاذا يتحدث محمد، فقاللي أن محمد سيخطب وهذه الحفلة يقيمها أهل العروس في بيتهم ولا يصح للعريس أن يأتي ولكن فقط أهله وأخوته، وهم حملة الهدايا، إذن  لقد أعطاني شرفاً كبيراً ! حملة الهدايا! بدل ابن خالته الذي قرر أن يتنحى من أجلي ! كم كنت سعيداً رغم كآبتي وخسارتي لفرصة الدراسة في كلية الطب في ليبيا، كان ذلك الشعور أنني سأكون جزءاً من مناسبة في حياة صديق لي لم أره من سنين.
حلقت ذقني، أخذت حماماً، ارتديت البذلة واتجهت للحفلة، أولاً في بيت العريس حيث استقبلنا الأقارب من أهل العريس، قمت بمهام تقديم العصائر والقهوة ( يعني جرسون :]( ثم  اتجهنا حوالي الستين شخصاً من “جاهة العريس” إلى منزل العروس! دخلنا المنزل لنرى ستين آخرين 🙂 جلس الجميع ، طبعاً أخبرنا العريس المحروم من القدوم لهذه الحفلة أن حامل القرآن هو أول من يدخل، وكان أخوه الأصغر منه فوراً حامل القرآن، دخل أولاً ثم أنا حامل العطور والبخور ثم أخوه الثالث حامل الحلويات الشرقية.
أدخلنا الهدايا إلى غرفة استقبلتها منا نسوة قرائب العروس ثم خرجنا وقرأنا الفاتحة بعد موافقة أهل العروس.
كان يوماً رائعاً مع الأكل الليبي والشامي والتعرف على الناس الليبين من الطبقة الغنية !
عدت إلى المنزل مساءاً وأنا فرح، رأيت عمي حسام يتكلم مع أبي على سكايب وكان أبي يهنؤه بحفل خطبة ابنه..التقنية العجيبة ! تلك الشاشة التي تنقل الكلام والمشاعر بين القارات !
لم يبقى في ليبيا لي شيء، كنت فقط أداوم في المشفى ليمضي يومي، ثم أذهب للمحل وأنمي قدراتي الدعائية…
وأخيراً مغامراتي في طرابلس القديمة مع مناف و الزيارة لعمل عبدو !