ملاحظة التفاصيل
تفيد التفاصيل الصغيرة والحركات البسيطة في المقارنة والمفاضلة بين النتائج المتوقعة في المرضى، وهو شيء معروف في الطب والطب العصبي. فقد تملكني العجب عند قراءة الورقة البحثية المنشورة من ميونخ عن علامة عصبيّة لتوقع حالة المريض بعد السكتة دماغيّة.
فلاحظ الأطباء في وحدة العناية المشددة أن الكثير من المرضى المُستلقين يفضلون وضع إحدى الساقين على الأخرى، فقرروا دراسة هذه العلامة ومقارنة المرضى تبعًا لها.
شروط الدراسة والمعايير المُستخدمة
ضم الأطباء 34 مريضًا أظهر العلامة المذكورة أعلاه مع 34 مريضًا آخر لم “يلف ساقيه” في الدراسة، واستخدموا أربعة مقاييس:
وتعرض المرضى المذكورون أعلاه جميعهم لسكتة دماغية، سواء كانت سكتة إقفاريّة (بسبب نقص الترويّة الدموية في الدماغ) أو سكتة دماغيّة نزفيّة (بسب نزف دماغي).
وتابع الأطباء المرضى بعد سنة من التخريج من المشفى بوساطة اتصال هاتفي، وأعادوا استخدام المقاييس الأربع، باستثناء مقياس معاهد الصحة الوطنية، الذي يحتاج لفحص سريري شامل.
النتائج
وتبعًا لملاحظات الأطباء والممرضات في قسم العناية العصبيّة المركزة، بدأ المرضى بوضع إحدى الساقين على الأخرى وسطيًا بعد 10 أيام من القبول في القسم، ووضع عشرون منهم الساق اليمنى فوق اليسرى، بينما وضع 13 آخرون الساق اليسرى فوق اليمنى، أما الأخير فاستخدم الوضعيتين بالتساوي. ووضع 6% من المرضى الساق المقابلة للأذية الدماغية فوق الساق الأخرى.
ولم تشكل العلامة فارقًا عند القبول، ومع مرور الوقت تحسن أداء المرضى في المقاييس المستخدمة أعلاه، ما يدل على أذية عصبيّة أبسط عند “لافّي” الساقيين! وبقي الفرق ملحوظًا بعد سنة من خروج المرضى من المشفى، ولم يُسجل فرق بين من وضع الساق المصابة أو غير المصابة على الأخرى وبين المرضى الآخرين.
الفائدة السريرية
بعد التأكيد على الأهمية الإحصائيّة للدراسة، أظهرت المتابعة الفائدة السريريّة، حيث تمكّن المرضى ذوو العلامة الإيجابيّة بعد سنة رغم إعاقتهم من المشي دون الحاجة لمساعدة، على نقيض من لم يلف ساقه على الأخرى. وبقيت النتيجة إيجابيّةً أيضًا بالنسبة لاحتمالية الوفاة.
وأفضل ما توفره العلامة هو سهولة تسجيلها من قبل الجميع. ويميل الكثير من الأشخاص لوضع ساقٍ على الأخرى، ونسبة من يضعون اليمنى فوق اليسرى تصل نحو 64.4%
الخلاصة
رغم أنّ عدد المرضى في الدراسة قليل، إلا أنّها تساعد في شد انتباه الأطباء على العلامة البسيطة، وربما القيام بدراسات مماثلة للتأكد من فعاليّة هذه العلامة وتطمين المرضى باحتمال تشافيهم الأسرع بسبب قدرتهم على إظهارها.
اضف تعليقا