المشهد الأول
يمسك لفافة التبغ، يدخنها بشراهة، ويكتب على الورق المتناثر، ينفث الدخان من فمه..تحت ضوء المصباح القديم، يكتب حروفاً وكلمات متفرقة..
يبتسم مرة أخرى، ويكتب في النهاية :
“بيد أن لكل قصة بداية ونهاية، رغم أن هناك قصص تبدأ في المنتصف، تلك القصص نهايتها أصعب من نهاية القصص العادية، لأنها مفاجئة، سريعة وخاطفة، لذا كن دائماً مستعداً، عش للنهاية، وقف لمبادئك في كل لحظة، ولاتتردد لحظة واحدة في قول ما تفكر به، شرط أن لاتهين أحداً. انتبه لقصتك جيداً، فأنت لا تعرف متى ستنتهي، احرص على جعلها جيدة.”
يرمي اللفافة من النافذة، يغلقها، ثم يطفئ المصباح، ويختفي، كأنه لم يكن.
المشهد الثاني
ينظر إلى البدر من نافذته الصغيرة، ينفث الدخان ويبتسم، يعود إلى أوراقه وينظر إلى ماكتبه “بيد أني صعب المراس، تائه الوجهة، مدمنٌ على الوحدة ومشتقاتها، ولم أكن صديقاً جيداً لأحد، سوى كتبي وأوراقي ولفائف التبغ التي تحرق ريئتيّ وتقرّبني من أجلي، لم أفهم البشر، هم ألغاز بالنسبة إليّ، أما الأرقام والقمر، فهي حقائق مفهومة، لذا صديقي القمر، قل لي، لمَ لم أفهم البشر؟”.
يقلب تلك الورقة، ثم يشعلها بلفافته، ويشاهدها تحترق متبسماً.
اضف تعليقا