كتبت عن مات سوايدر، الصحفي التقني المُصاب بكوفيد-19. والآن يستعد مات للعودة لامريكا!

اختيار غير موفق

لكن هل هناك عرب عالقون في أوروبا؟ صالح كان أحدهم.

في البداية احتار صالح في اختيار مكان إجازته، الصين أو جزيرة استوائية، ولكنه في النهاية استقر على اختيار بلد البيتزا والمعكرونة، إيطاليا. ورغم بدء الجائحة حينها سافر صالح بعد تأكده من عدم وجود حالات في ميلانو، حيث أراد.

وحتى السادس من مارس سار كلّ شيء على ما يرام، ولكن الأمر لم يطل، فقد تلقى صالح رسالة مفادها: لا عودة إلى الرياض كما كان مقررًا في العاشر من مارس، لا طيران. بعد الكثير من الكلام والقيل والقال والخوف والهلع، المُستحق طبعًا، تمكن صالح من حجز طائرة إلى المنزل ونام قرير العين.

للأسف قبل السفر قرر صالح وعائلته التسوق، وتفاجئوا بعد عودتهم بسرقة سيارتهم وكل ما كان معه من أجهزة ذكية فيها.

توجه صالح للشرطة وأفضى بكل ما عنده من معلومات وأقوال، وتوجه بعد حمدالله رغم المصاب إلى المطار.

كما تبدي الصور: الخوف، الكمامات، السعال، كل المشاعر السيئة تتراكم وتكبر. المطارات الخالية من أرعب المشاهد، أستطيع أن أؤكد لكم ذلك بنفسي.

وصل صالح إلى دبي وتبين له أن الطيران من دبي إلى رياض قد توقف كليًا. مصيبة جديدة! الحل؟ السفر برًا. وبعد الوصول إلى الأراضي السعودية تم فحص صالح وعائلته وتبين أنهم في حالة صحيّة جيدة، ولكن بسبب قدومهم من بلد اجتاحه الوباء فلابد من العزل الاحتياطي.

وفي هذه التغريدة يُلخص صالح شعوره، شعور العودة إلى المنزل والوطن، شعور يفتقده معظمنا حاليًا.

عاد صالح إلى وطنه، وسيصل مات في غضون ساعات لبيته في الولايات المتحدة أيضًا.

تحديث:

تحدث صالح مع وزارة الصحة السعودية عاكسًا الوضع داخل الحجر الصحي

كرواتيا ليست أفضل

والآن لقصتي الشخصيّة، كنت قد حجزت تذكرة للذهاب لدوبرفونيك، المدينة الكرواتية الشهيرة باسم كينجز لانديج لمحبيّ مسلسل Game of Thrones. كانت الرحلة هديتي ليمنى في عيد ميلادها. ومع زيادة المخاطر والمخاوف في أوروبا بسبب المرض اتصلت بشركة الطيران واستفسرت، هل يجب أن نلغي سفرنا؟

الجواب: قطعًا لا، السفر غدًا ولا خوف. إذًا فلنعش أربعة أيام في جزيرة بعيدة تمامًا عن ألمانيا والهلع فيها.

وصلنا إلى المطار، المنظر كان مرعبًا حقًا، كما في نهاية العالم: الكل يرتدي الكمامات والمطار فارغ، حرفيًا.

أنهينا كل شيء وأصبحنا مستعدين للدخول إلى الطائرة، بدأ دخول الركاب الساعة الخامسة والنصف مساءً، في الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة تعلن المضيفة: أخبار جديدة:

كلّ من يأتي من دول معيّنة و ألمانيا منها سيخضع لحجر إجباري في فندقه ويُمنع من الخروج لمدة أربعة عشرة يومًا.

أوبس.

بعد الحديث لساعة ونيّف مع الموظفين والموظفات تبين أن الموضوع سيء في جميع أنحاء أوروبا، ويبدو أنه يجب علينا مراجعة الطيران الكرواتي مرة أخرى للحصول على التعويض في الأسبوع القادم.

بالتأكيد كانت يمنى حزينة بعض الشيء، لكن المهم أننا معًا وبصحة جيّدة وسنقضي رحلتنا في ألمانيا بدلًا من كرواتيا….في المنزل. 😁

وفي النهاية أتمنى لكم حياة مديدة وسعيدة خاليةً من كوفيد وأشابهه!

أتمنى لكم أسبوعًا مميزًا!

إن أعجبتك هذه التدوينة فلا تبخل بنشرها بين أصدقائك!