يقع الكاتب أحيانًا في فخ التفكير بما يتوق إليه جمهوره. هل ستعجبهم كتابته؟ هل سيتجاوبون معها؟ ولكن أفضل الكتابات هي تلك التي لا يهتم كاتبها بعدد القراء.
توقف إذًا عن التفكير بما يريد الآخرين قراءته واكتب عمّا يثير اهتمامك. فكتابة ما يهواه الآخرون هو عمل شاق، وسيشعر القارئ بتعبك، أما الكتابة في مجال تهواه متعة مشوقة، وسيشعر القارئ بذلك أيضًا.
ولا يعني ذلك الكتابة دون اكتراث، فكلّ كلمة تكتبها تخدم القارئ في فهم المعنى واستيعابه. لذا لا تتهاون في حذف الكلمات الزائدة. “استغرقت كتابة تلك الجملة الكثير من الوقت!” أعلم ذلك، لكن كلماتك تحمل قيمة عاطفية للقارئ أيضًا.
إن حذف الكلمات والجمل أو حتى مقاطع كاملة مؤلم، وإن لم تفعله فإن مستوى كتابتك سينحدر.
وأفضل نوعٍ من الكتابة هي الكتابة العلاجيّة، كأن تكتب في دفتر يومياتك. تلك الكلمات التي ينتابك بعض الخوف من نشرها لأنها شخصيّة، ولكن كونها شخصيّة يسهل وصولها لمن خاض تجارب مشابهة. ولا يكفي أن تخدم الكتابة القارئ، فهي أداتك أولًا، لتساعدك على فهم واستيعاب أشياء لم تعرفها قبل البدء. فالكتابة والقلم يساعدان على تفريغ الأفكار المشوشة وترتيبها.
ولا تخف من النشر، أو تستلم للصوت المدوي داخلك المهدد بنظرة المجتمع لمحتواك. وربما إن فكرت وأمعنت التفكير، ستجد أن رأي أحدهم أو آخر لن يؤثر عليك أبدًا، هي فقط مخاوف وتخيلات داخلك.
فاكتب، وانشر.
اضف تعليقا