أن تذهب بلا عنوان و بلا تهيئة،معتمداً على كلماتٍ فقط،ذلك أكبر خطأ قد يرتكبه إنسان في حياته!

في رحلتي العجيبة التي بدأتها من بلاد الخليج العربي إلى حوض المتوسط في إفريقيا،إلى متنفس القارة الأوروبية،إلى ليبيا!

Free Libya

ليبيا بلد مرّ بثورةٍ بدأت في السابع عشر من فبراير من العام 2011 ضد نظام حكم العقيد القذافي والذي كان كما يصفه أعدائه “المجنون” و يصفه أصدقائه –منهم الراحل “تشافيز”- بال”بطل الثوري”و اعتبره “شهيداً” ضد مؤامرات أوروبا و أمريكا.

نظام القذافي وصل إلى الحكم بعد انقلابٍ عسكريٍ أطاح بالملك السنوسي إدريس الأول،لا يمكننا إنكار أن القذافي كان ذو توجهٍ ناصري ولكن لم أقرأ بتمعن لأعرف أين ضاع فكره و كيف أصبح الشخص المجنون الذي كان عليه!

طبعاً الانتقال من الملكية إلى الجمهورية هو تطور محمود و حبذا لو تركها القذافي كذلك!لكن تحولها إلى نموذجه الشخصي و إبداعه “الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العظمى” هنا أخطأ القذافي وبدأ بارتكاب الأخطاء الكبيرة.

نعم،القذافي كان مكروهاً من الولايات المتحدة و الدول الأوربية ،لكن في النهاية خضع كما خضع الكثيرون لسلطتها.كان مجرد جندي في المخطط الأوروبي للسيطرة على نفط إفريقيا،المعادلة العالمية بسيطة : لأمريكا نفط دول الخليج،ولأوربا إفريقيا!

قامت الثورة و انتهت بعد تدخلٍ عسكري كانت رأس الحربة فيه “فرنسا” و “بريطانيا” ،فرنسا كان لديها الكثير ضد القذافي،أو بالأحرى “ساركوزي“.

انتهت الثورة بمقتل العقيد معمّر القذافي و عدد من أبنائه،مع القبض على مدير مخابراته “عبدالله السنوسي” و ابنه الذي كان مرشحاً ل “وراثة” ليبيا عن والده “سيف الإسلام” الذي درس في بريطانيا الاقتصاد.

هل تغيرت ليبيا بعد الثورة ؟هذا السؤال الذي كان يشغل بالي ،هل تغير الناس؟مالذي تغير فعلاً؟

للأسف..كانت النتيجة مؤسفة..الثورة لم تنتهي بعد ،القذافي مات و الجماهيرية قد ماتت بالاسم فقط..ولم تولد ليبيا الحرّة بعد!

توقف الإنتاج ،و عدم تحمل المسؤولية في ليبيا هو الشيء الذي أخّر تقدم الدولة،ليبيا فاقدة بالأساس لأسس الدولة المدنية الحديثة،أو بالأحرى لأسس الدولة! اختصر القذافي كل شيء باللجان و المؤتمرات الشعبية مدمراً البنية التحتية للبلاد!لكن في نهاية عصره كان هناك بعض التحديثات كما يقولون ،لكنها لم تمنع من قيام الثورة.

المؤتمر الوطني الليبي العام ما زال يعاني مشاكلاً حتى الآن وحتى رئيس الوزراء الليبي زيدان مرفوض من أكثر من جهة ليبية .ليبيا لا تعاني مشكلة الطائفية كما في سورية ولكنها تعاني مشكلةً لا تقل سوءاً عنها : المناطقية والقبلية.

وصلت إلى ليبيا ،طرابلس يوم الجمعة ،المطار شبه فارغ،الناس كلها في صلاة الجمعة -كي لا أنسى الدين في ليبيا سطحيٌّ للغاية!-و لم أجد الرجل الذي يُفترض أن يستقبلني !

وحيداً في ليبيا ولايوجد في جيبي سوى 210 ديناراً ،وأنا لا أفقه لغتهم بعد!

يتبع !

لمحة عن القذافي -تقرير البي بي سي