دخلت إلى المطار، يقول لي ادخل من بوابة العرب و الأجانب ،أُريه جواز سفري الأزرق الداكن الممهور بختم خروج من أبو ظبي مع تمنيات بروحة بلا رجعة (لكن للأسف عدنا!) يقول لي أين التصريح الدخول ،  وألعن ذلك الزمن الجميل عندما كان المرء ينتقل بلا فيزا و أذكر تلك الأغنية التي تتحدث عن الطيور التي تهاجر بلا إذن دخول ولا أختام ولا بيروقراطية! كما بيروقراطيتنا نحن الدول العربية!

يأخذ أوراقي، يعود بعد لحظات و يقول لي “قعمز” وي كلمة ليبية بمعنى “اجلس” ،جلست ! وانتظرت حوالي الثلث ساعة ، لم يأت أحدٌ لأخذي ولم ينادي لي الذي أخذ جواز سفري! اتصلت بالرجل الذي كان من المفترض أن يستقبلني وجرت بيننا المحادثة اللطيفة الآتيه:

أنا : السلام عليكم كيف الحال يا عم ، أنا محمد

هو:كيفك يا هلا يا محمد نورت ،انت وصلت دارنا؟؟

أنا :أي والله أنا بالمطار يا عم

هو: له له المفروض توصل بعد ساعة! أنا في المسجد في خطبة صلاة الجمعة ،لكن شفت رقمك ولم أعتقد أنك وصلت!

أنا :اه..ما بعرف ،شو اعمل ،انطرك عم؟

هو: انطرك؟شو يعني ؟   أنا :قصدي انتظرك حتى تخلص؟

هو :لا لا جايلك فوراً ما زال في وقت للصلاة

عدت إلى مقعدي وإذ برجل الجوازات ينادي لي ،تعال يا الصبي تعال..

ذهبت إليه ،أخذت جواز سفري الممهور بفيزا لمدة 30 يوماً بينما أنا أنوي الإقامة أكثر! لكن لا بأس!

نبي 100 ونص قرش، نبّي : نريد ،مية ونص قرش هل تعني ديناراً و نصف؟ لا كانت تعني 100 دينار ونص الدينار أيضاً ! طبعاً لم يكن معهم النصف 😀

1-libyan-dinar-note

هنا أصبحت مذعوراً لقد خسرت نصف ما معي فوراً ! كيف أكمل هنا و كل مابقي معي دولارات ولا أرى صرافاً هنا؟ لا بأس ..

أنزل إلى مكان تحصيل الحقائب ،أحمل حقائبي التي بقيت وحيدةَ بعد خلو المطار أرى العم بالجلابية البنية القديرة،يعانقني ويقبلني ،أهلا بأهل الشام والله نورتو ،يقول لي ، نحن لسنا كأهل الخليج نحن نرتدي الجلابية فقط في الجمعة كما أنتم تماماً .

إلى طرابلس ! انطلق!

-ملاحظة:من مساوئ العملة الليبية أن أكبر قطعة ورقية هي فئة العشرين دينار ،أي مائة دينار هي عبارة عن خمس أوراق!