يقلب صفحات المواقع الاجتماعية واحداً تلو الآخر، لا يجد ضالّته.
يستذكر كلما أراد أن يقرأه لكن لم يسعفه الوقت في ذلك، لكن ذلك أيضاً لا يشفي ولا يُطفئ ظمأه الغريب هذا.
قلّما ينير الحبّ درباً ويبقى مدةّ كافية، دائماً يغيب..مرض، موت، افتراق. الحبّ في منظوره الشخصي ليس إلا مخلوقاً ضعيفاً لا يقوى على المشي.
الحبّ مثله مثل الطفل الصغير، يُولد ضعيفاً ، لا ننكر أن هناك أنواعاً للحبّ قوية كما أنّ هناك أوزان مختلفة للطفل حين الولادة! لكنّ الحبّ الحقيقي ليس وليد لحظة أو ساعة.
الحبّ ينمو نمو الطفل الصغير، أو فَلنقل كالنبتة الصغيرة التي ترويها كل يوم، أو تلك المقطوعة الموسيقية التي يؤلّفها الموسيقار، يكتب ثم يمسح ثم يعيد الكتابة، حتى يصل للشكل المثاليّ، أو كما يعتقد.
يحتاج الحبّ كثيراً من الحنان والعطف والصبر ليقوى على المشي، فسيقان الأطفال الصغيرة الهشة ليست كسيقان الكبار المليئة بالكالسيوم، الحبّ..يحتاج الكثير من الكالسيوم!
ما هو الكالسيوم في هذه الحالة؟ الإصغاء؟ التحدث بصدق، الثقة التامة؟ كلَ ذلك وأكثر، لكن في النهاية يبقى مولوداً له أبوان وإن أهمله أحدهما فبالتأكيد ستكون النتيجة مشوّهةً، وإن كانت في الظاهر جميلةّ وطبيعية.
الحبَ ينتهي ويموت، علينا تقبل هذه الحقيقة أيضاً، لكن يمكننا أن نختار طريقة تقبلنا، فإما أن نحزن ونبكي على ما فات، أو ننظر إليه كتجربة أضاءت لنا بضع جوانب في شخصيتنا لم نكن نعرفها من قبل.
الحبّ كما أراه، تجربة، لوحة فسيفسائية ملونة بألوان عديدة، كلما ظهر لون جديد يتميز عن الآخر يتسبب لنا بصدمة أو مفاجأة أو ألم، لكن في النهاية عندما تنظر إلى اللوحة من بعد ترى جمالها ولو كانت لوحةً تراجيديةً حزينة.
الحبّ كالفن يا صديقي، له متذوقون وفنانون وناقدون.
تسألني أين موقعي بالنسبة له ؟
أسأل نفسي نفس السؤال دائماً ولا أحصل على إجابة..لعلي من الخائفين منه، كمن يخاف الحقنة !