بين متحدثين كنتُ معهما، جرى هذا الحديث بينما كنتُ جالساً مستمعاً، وهذه هي كلماتهم، بتصرفي!
سألتهم : ما الحبَ ؟
بعد نظرة طويلة وتمعّن، نظر أحدهما إليّ وقال :
الحبّ هو العاطفة البغيضة التي تقيّد مشاعر المخلوق البشري وتمنعه من التقدم في حياته بسلام.
الحبّ يجعلك تقوم بأمور جنونية، كأنّ تسهر طول الليل تنظر إلى صورة قديمة، أو تستمع إلى أغنية حزينة عن الفراق والأثر الكبير للفراق على نفسك الحزينة المضطربة.
تجد نفسك مالاً من كل شيء، محتقراً كل شيء في هذه الحياة بعيداً عن محبوبك. يذكرك كل شيء به، صوت الضجيج في الشارع، دغدغة الرياح لشعرك، قطرات المطر التي تبلل وجهك.. كل ذلك يذكرك به وبالبعد عنه.
ذلك الحبّ، العاطفة البغيضة التي تقيدنا.
دعونا لمرة واحدة نتخلص منها ونتعامل بالمنطق الذي لا يخطأ ويحميك من كل شر!
لا للحبّ، نعم للمنطق !

رأيت الآخر يبتسم ضاحكاً، سألته ما رأيه في الموضوع، وهل هو موافق على ما ذكره صديقه.
أجاب:
الحبّ هو تلك العاطفة التي تّشعرك بالحياة المتّقدة في قلبك المفعم بالحيوية والجرأة.
الحبّ يجعلك تقوم بأمور جنونية، كأنّ تسهر طول الليل تنظر إلى صورة قديمة، أو تستمع إلى أغنية عن جمال تلك المشاعر وتحمسك في العمل والاستمرار في النجاح والتقدم لتصل إلى هدفك، أن تصبح أحداً يفتخر به كل من يحبّك.
تجد نفسك عاشقاً لكل شيء، ترى الجمال في كل ما خلقه الإله، ترى الحبّ والعاطفة في كل مكان، تنظر إلى الحيوانات الأليفة الجميلة المنظر وتشعر بمن تحبّ وتتمنى أن يرى هذه المخلوقات اللطيفة معك، تسمع قصة حزينة تحاول أن تروح عن صاحبها وتنصحه بأن لابد من نهاية جميلة لكل قصة.
ذلك الحبّ، العاطفة البغيضة التي تقيدنا.
وأحياناً يأتي المنطق ليعارض العاطفة، ولكن ما المنطق إلا أداة لنا للوصول إلى ما نتمناه ونرغبه، وحتى لو غيرنا تسميته وسميناه ” الصحيح”.
نظر كلاهما إليّ وسألاني : ما رأيك أنت ؟
أجبتهم:
الحبّ قليل من الشوكولا والقهوة، وقد تجدهما معاً في الموكا !