مرت سنة، وذكراها تنقض عليّ مضجعي
افترقت طرقنا يا ليلى، أنتِ في قارة وأنا في كون موازٍ

أنتِ في عالمك الورديّ، وأنا أصارع كل يومٍ أشباح ماضٍ بائس
أنتِ تعلّقين الأجراس على شجرة الميلاد في بيتك الدافئ
وأنا أدّخن غليونيّ ذو الثلاثين عاماً في غرفة ضيقة باردة
غرفة ضيّقة باردة، كرسي وطاولة وسرير
وقلمان على يمين المكتب القديم، وآخر على السرير
يقولون يا ليلى، أبقِ قلمك جانبك دائماً
لذا لا أنام بدون قلم على يساري، ودفتري الصغير
لمَ يا ليلى فعلتُ هذا؟
لمَ وقفت بعيداً، في ليلة الميلاد أراقبها ؟
لم يا ليلى نجرح ونُجرح؟
لمَ يا ليلى نلجأ لتلك الأقراص الصغيرة؟
لمَ ننتظر “الغد المشرق الجميل” وننسى اليوم؟
لمَ يا ليلى ذكراكِ لم تغب عن بالي يوماً؟
لمَ قتلتِ آخر أشكال الحياةِ وغادرتِ؟
هل مازالت تلك المحارة الحمراء في جيبك؟
في ليلةِ الميلاد الباردة، ..وأطراف أصابعي تتجمد
أكتب إليكِ، هل حققتِ حلمك يا ليلى؟
هل وجدتِ قيساً؟
بثينة غادرت، قفزت من المركب الغارق
وجميل مات..
وأنا بقيت، بقرب كأس الشاي الساخنة..
وغليوني ذي الثلاثين عاماً
أكّح في ليلة الميلاد، وأذكر منذ عام، خطواتكِ نحو قلبي المهترأ
كيف حطمتي كل النوافذ التي صقلتها بمهارة
ثم غادرتِ، وتركتيني، تائهاً، في غرفة ضيقة، بلا حائط، بلا نوافذ
لأظهر كما أنا، وتظهر روحي السوداء المخيفة

في ليلة الميلاد!
أخرج الأقراص البيضاء الصغيرة، أبتلع إحداها، ابتسم
أعود لدفتري وأكتب
“شكراً ليلى، شكراً لوجودكِ
شكراً لغيابكِ، شكراً لكلماتكِ
شكراً لكسرِ جميع الحواجز
شكراً لأنكِ علمتني من أكون
الروح السوداء في ليلة الميلاد”