2010، قسم (الأذن- أنف -حنجرة) لا مرضى في القسم.
أنظر إلى السقف لاعنًا غبائي الذي وضعني في هذا الموقف، تنتهي الزميلة من عملها، ليمسك الزميل الآخر الأداة الموجودة في أنفي ويبدأ في توسيعه لينظر ثم يقول “واو”
كيف بدأت القصة؟ هاكم البداية:
في الرابعة أو الخامسة من عمري، بما أنّي الطفل الأول لعائلتي الصغيرة، حيث يكون كل شيء غريبًا وغير معقول، ظهرت “حبّة\ثؤلول” صغير في أذني اليمنى، أثار ذلك قلق والديّ، ما هذا الشيء، ما سببه، لماذا الآن..قصص الوالدين الجدد العادية، قرر والدي أن يأخذني إلى طبيب الأذن، الذي نظر إلي وابتسم وشرح لوالدي أن هذا الشيء عاديّ جدًا، لكنّ أنفي المتضخم استرعى انتباه الطبيب، الذي قال لأبي “أمسكه ولاتدعه يتحرك” ، ما الشيء الطبيعي المفروض عليّ أن أفعله عندما أسمع كلامًا كهذا –
أمسكني الوالد الكريم بشدّة مانع حركتي ومثبتًا إيّاي، أخرج الطبيب أداة معدنية طويلةً مخيفة، كان منظرها مرعبًا للطفل في عمر الخمس سنوات، صرخت ثم لم أستطع أن أصرخ، دخلت الأداة في أنفي المسكين، وجذب الطبيب بكل قوته شيئًا في الداخل، دقيقة واحدة كانت كافية لإخراج “زرّ” البيجاما الخاصة بي، الذي كان عالقًا في أنفي الأحمر الكبير..
تبيّن فيما بعد، أنني  بينما كنت ألعب بهذا الزر التافه الصغير، رميته إلى أعلى، رفعت رأسي ناظرًا إليه، و..فوالاا، دخل الزر اليتيم في أنفي المسكين…يبدو أنّي نسيت وجوده حتى وجده الطبيب الماهر –

أعيد النظر في السقف الأبيض، تستلم الزميلة الأداة من زميلها وتقول واو “تضخم في القرينات الوسطى، انحراف وتيرة، حلووو ..ممكن صوّر؟”
نظرت إليها نظرة كلّها حقد، لماذا سألت الطبيب الذي أعطانا الدرس بفحص أنفي ذو الوتيرة المنحرفة؟ ثم جعلني فأر تجارب لمجموعة كاملة من طلاب الطب، وحوش الطبيعة الأخطر..
“لا معلش، بلا تصوير، في شي اسمو إنترنت، أحسن من الكاميرا تبع موبايلك دكتورة”
تنظر وتبتسم ابتسامة صفراء، انتهى الصفّ المؤلف من عشرين طالبًا، جرّب جميعهم البحث في أنفي المسكين، عن التغيرات الغريبة التي سببها ابن الخامسة من العمر..
أكره الأزرار حتى الآن… أو أخاف منها !
أو كما يسميّها الفرنجة Koumpounophobia!