في فيلم The Terminal قضت شخصية توم هانكس أكثر من تسعة أشهر داخل المطار، حتى تمّ السماح لها بمغادرته والدخول للأراضي الأمريكية، أما أنا فقضيت 15 ساعةً فقط في المطار، وكدت أّجن!
نعم يا سادة يا كرام، لم يُسمح لي- بحكم جنسيتي اللعينة- دخول دبي، وتم الحكم علي بالبقاء في المطار كامل مدة الانتظار، في البداية كان  الأمر مرهقًا نفسيًا، ومع الوقت اختفى كلّ شيء ما عدا شعور بشع، شعور الانتماء إلى “بقعةٍ ما” تجعلك “أفضل” أو “أسوء” من غيرك، أولاد عمي جميعهم، كنديون أو فرنسيون، يتمتعون بالقدرة على التنقل بين أوروبا وأميركا بسهولةٍ بالغة، بينما كان عليّ أن أنتظر كسوريّ لمدة 6 أشهر للحصول على موعد وتأشيرة دخول الأراضي الألمانية.


على كلّ حال، أحسست في هذه ال15 ساعةٍ بشعور صديقنا هانكس، بين المقاهي ومحلات الجرائد والأدوات الإلكترونية، والكثير من القهوة..القهوة والقهوة..للأسف لم أجد أيّ “كاترين زيتا جونز” لكن لا بأس، وجدت ناثان، شاب كوري، يجلس على حافة مقعد في كوستا ويحرر موسيقى أغنية فرقته، ثم التقيت سام، من كاتالونيا، وليس إسبانيا، الذي شرح لي لماذا يريد إقليمه الانفصال عن إسبانيا..والكثير والكثير من الأغاني والكتب..فقرأت المقطع الأول من كتاب ميتش ألبوم الجديد، لكن لست مستعدًا لشراء كتابٍ وحمله خلال هذه الرحلة الطويلة! ربما فيما بعد..
الساعة السادسة صباحًا، حان موعد الصعود إلى الطائرة، ليكون مكاني بين أندرو ولوتا..
ست ساعاتٍ كاملةٍ قضيتها مع لوتا في الطائرة إلى ألمانيا، ست ساعات لم أنم فيها أبدًا!
عن لوتا، والألمان اللطفاء في التدوينة القادمة.