باريس، الساعة السادسة مساءً، محطة المترو، الخط رقم 14 باتجاه كنيسة مادلين
كانت تنتظر المترو ليقف، على الجهة الأخرى نازلة في محطة Pyramids، كانت تشبه لوتا بشكلٍ غير معقول، ومن ثم قمت بسرعة بإخبار الأخيرة، التي جاوبتني “ربما تكون توأمتي السرية التي لا أعرفها!”
نزلت من المحطة وأكملت الطريق عائدًا إلى المنزل. في باريس، كل شيء حولك تاريخي المدينة كلها متحف كبير يشع بالجمال والقدم والحياة..لا أستطيع أن أتخيل حياتي في باريس أبدًا، من يريد أن يعيش في متحف؟ ومن يريد أن تعتاد عيناه هذا الجمال لتنسى رؤية ما أمامها؟

باريس، إيفل، جسور

باريس- منظر من أعلى إيفل


4 نوفمبر
غادرت دوسلدورف متوجهًا إلى باريس، الرحلة تستغرق 55 دقيقةً فقط، لا أحد ينظر إلى جواز سفرك! لا أحد يرمقك بنظرات غريبة، لا أحد يقول لك “سوري؟” لا أحد هنا..لا أحد..أنت هنا إنسان فقط..العنصريون موجودن طبعًا، لكن حتى الآن لم يظهر بوجهي أحد منهم.

الساعة الثامنة وأربع وثلاثون دقيقة، قابلت والدي بعد غياب استمر أكثر من ثلاث سنوات، ثلاث سنوات كاملة.

الاغتراب لا يعني كونك في مكان غريب عنك كليًا فحسب، الاغتراب هو الابتعاد عن كلّ ما تعتاده، عن أهلك، عن أصدقائك، عن لغتك وعن كل شيء شكّل ماضيك وحاضرك حتى الفترة القريبة، أن تكون غريبًا حتى عندما تكون وحيدًا مع نفسك

img_20161106_135805

باريس – مشهد بجانب كنيسة القلب المقدس


لا أعرف كيف أصف ذلك الشعور، هل خسرت كلّ الكلمات، هل أصبحت روبوتًا؟
باريس كانت جميلةً، مدهشةً ورائعة، كلّ شيء كان غريبًا، كانت باريس كالمتحف الكبير المفتوح، بين إيفل واللوفر والسين، بين مادلين ونوتردام وكنيسة القلب المقدس، قضيت أربع أيامٍ رماديةً جميلةً..
قرب كنيسة القلب المقدس، يجلس رجل خمسيني، تعزف أنامله على الكمان القديم في العمر، لينضح بأصوات ونغمات لا يمكن تجاهلها، كان يعزف لنفسه، وفي كل لحظةٍ، وكلّ حركة ..كلها كانت ترسم لوحةً أجمل من الموناليزا.
img_20161108_132658

برج إيفيل- صورة لتخيّل حجم البرج العظيم


كلّ شيء كان رائعًا ومبهجًا بصورةٍ غريبة…سأذكر رحلتي إلى هناك كلّما شعرت بالكآبة…
لا أريد أن أعيش في باريس، أريد أن أزورها بشوقٍ..
في الأسفل تشاهد بعض الصور من اللوفر.