إيلون ماسك: علينا أن نفلت المقود

نسمع الكثير في هذه الأيام عن “السيارات ذاتية القيادة”، وعن تسلا وجوجل وأوبر وغيرها من مصنعي السيارات التي تتوجه شيئًا فشيء نحو تقنية القيادة الذاتية والطيار الآلي -هل يجب أن نسميه السائق الآلي هنا؟- الذي يتحكم بسيارتك بعد أن تعطيه نقطة الوصول المطلوبة، لكن هل فكرت يومًا ما أنك بوقوفك ضد هذا التغيير الجديد، خوفًا أو هلعًا من فكرة عدم وجود يديك على المقود، تقتل الناس؟
هذا ما يقوله المفكر المستقبلي، رجل الأعمال، وصاحب الشركات الكبيرة: إيلون ماسك.
في 2015 وصلت أعداد الحوادث إلى رقم يعتبر الأكبر في الخمسين سنةً الماضية، حيث وصلت أعداد الوفيات إلى أكثر من 38 ألف شخصًا، وأكثر من 4 ملايين إصابة! بسيارات يقودها البشر، ونحن نعلم أنّ الموت بسبب حادث سير هو السبب التاسع الأكثر شيوعًا في العالم، إضافة إلى ملايين الإصابات والإعاقات سنويًا. الفكرة الأهم هي التالية:

90% من الحوادث تحدث بسبب الخطأ البشري

تخيل أن نتخلص من هذا الخطأ، أو على الأقل من نصفه، هذا ما يقصده ماسك بتصريحه أنّ أولئك الذين يرفضون التغيير والتحول الجديد نحو السيارات ذاتية القيادة هم بالفعل يؤيدون قتل الناس بدلًا من إعطائهم الحلّ المناسب، أن تقودك السيارة.
نعم تسببت إحدى سيارات تسلا في موت سائق، كان يشاهد فيلمًا حسب أكثر المتابعين، باصطدام السيارة بالشاحنة، لكن حسب ماسك فإنّ هذه الحادثة هي الأولى في عالم قطعت فيه السيارات ذاتية القيادة أكثر من 205 مليون كيلومترًا، بينما الرقم الخاص بنا، نحن البشر الكائنات الفيزيولوجية الضعيفة، هو موت في كل 150 كيلومترًا.
لكن للمزيد من الحذر، تقوم تسلا بتزويد النموذج الجديد بالمزيد من الكاميرات و12 حساسًا جديدًا إضافةً لتطوير الرادار الخاص بها، للوصول إلى الذاتية الكاملة، أن تسافر من النقطة أ إلى ب دون أي ضغطة أو لمسة للمقود.
يمكننا تفهم خوف الناس من تقنية لم تنتهي بشكلٍ كامل بعد، وليس لها شكلٍ موحد حتى الآن، لكن لا يمكننا فعلًا تخيّل مستقبل دون سياراتٍ ذكيّة، وربما حتى مستقبلٍ لا تحتاج فيه إلى أن تملك سيارة. علينا أن نذكر أن سيارة تسلا أنقذت حياة شخصٍ أصيب بصمةٍ رئوية حيث أخذته إلى غرفة العناية، ويعتبر جوشوا أن تسلا أنقذت حياته فعلًا.
لمعرفة المزيد عن السيارات ذاتية القيادة والدرجات المختلفة للتحكم الذاتي بها، يمكنك مراجعة مقالي السابق على مرصد المستقبل، وسأترككم في النهاية هنا مع فيديو للدكتور نضال قسوم، يتكلم فيه عن السيارات ذاتية القيادة، وقليلًا عن معضلة الأخلاق الخاصة بها.