رسالة من كرويزبرج
في الأسبوع الثاني من فبراير، وصلني بريد إلكتروني كرد على إحدى الخمسمائة رسالة التي قمت بإرسالها، وتنص على قبولي كمتدربٍ في قسم الجراحة في مشفىً في منطقة لا أعرفها – عندما تُرسل أكثر من 500 رسالة لن تتذكر الأماكن التي أرسلت إليها، حقًا!- المهم، كانت المنطقة :Rüdesheim.
انتظرت، وانتظرت رد السيدة كرويتزبرج، سكرتيرة رئيس قسم الجراحة، والتي أرسلت لي القبول، ولم تحدد الموعد، وراسلتها أكثر من مرة، وهي تخبرني “تحلّى بالصبر” وكلما سألني والدي عن الموضوع، بعد إخباري إياه
“أنا على حافة الإصابة بالسُكريّ، من كثر تحليي بالصبر”
لن أطيل عليكم أكثر من ذلك -كتبت هذه السطور وأنا في دويسبرج، الآن أنا في مكان آخر- اتصلت بي السيدة كرويتزبرج وأخبرتني أن تدريبي سيبدأ في 27 آذار ويستمر حتى 27 نيسان..أخيرًا! أخيرًا سأرتدي المعطف الأبيض مرةً أخرى (سبويلر: لم أرتديه الا في آخر أسبوع من التدريب) سأقوم بالتعامل مع المرضى من جديد، سأعود لحياتي القديمة سأكون الطبيب الذي كنت دومًا أتمنى أن أكونه!
بالطبع كلّ ذلك كان خيالًا، سافرت إلى رودزهايم يوم الأحد، وصلت مساءً حيث كان مورل هناك، مورل هو الطبيب القادم من الأوروغواي، ليبدأ اختصاص جراحة العظمية في ألمانيا، أما أنا فكنت قد جئت إلى هنا لمجرد ممارسة الطب ببساطة.
أعطاني موريل مفتاح غرفتي، وملابسي الزرقاء وقليلًا من الثقة بالنفس.
الغرفة كبيرة، مريحة مع شباكٍ بإطلالة خضراء جميلة.
بدأت التدريب في النهار الثاني، تعرفت على س س و ن س، طبيبان سوريان، رافقاني طوال رحلتي الي امتدت شهرًا من الزمن، دخلت فيها العمليات وبدلّت فيها ركبًا !
(طبعًا دوري في العملية أن أرفع رجل المريض لساعتين فقط! بدون أن ألمس أي أداة، الا شفاطة الدم، أو قطبةً على الماشي يعني)
كانت الجولة رائعة، كان شهرًا جميلًا تعرفت فيه على زميل من أذربيجان، ودخلت فيه جامع رودزهايم، كان الجامع الأول الذي أدخله في ألمانيا حقًا، تعرفت على شباب رائعين..
شكرًا لطاقم رودزهايم جميعًا…من رئيس قسم الجراحة وحتى كاثرين، ممرضة الاستقبال!