كان من المفترض أن تكون هذه السنة من أفضل السنوات التي مرت عليّ حتى الآن، فكثير من الأشياء تغيّرت خلالها. في بداية العام أقمت في دويسبرج، بعد أن فقدت الأمل في الحصول على تدريب طبيّ في منطقة النورد راين، أو حتى التقدم لدخول الامتحان المخيف هناك! بصراحة، يجب علينا ألا نستمع لما يقال، في النهاية هنا في ألمانيا ٩٠٪ مما يحدث معك هو حظ فقط.
في شهر آذار توجهت إلى رودزهايم، لأتدرب في مجال جراحة الطوارئ لمدة شهر كاملٍ، كانت فترةً جميلة تعاملت فيها مع أطباء سوريين هناك، بالإضافة إلى روعة المنطقة وخضارها الجميل.
في شهر أيار تقدمت بطلب تدريب في مشفى هاينراينش وهناك بدأت رحلة طويلة، امتدت أربعة أشهر قبل أن أحصل على موعد لامتحان اللغة الطبية لأستطيع بعدها بدء حياتي المهنية في مجال الطب العصبي بعد تأخر طال 3 سنوات.
للمرة الأولى منذ أربعة أعوام استطعت، بصعوبة بالغة، رؤية أمي وعائلتي مرةً أخرى، الكثير يتغير خلال أربع سنوات، لن تعرف شيئًا، ستكون وحيدًا، لكن ستكون سعيدًا لأنك في النهاية عدت إلى “المنزل”. أخوك الصغير سيكون كبيرًا، أختك التي كنت تتجادل معها طوال الوقت أصبحت الآن إنسانة جادة بل وتساعدك في حل مشاكلك..كل شيء تغيّر
تعود لوحدتك، تتمنى أن تكون مع من تحب، لكن القدر لن يسمح لك بذلك، بل تبدأ المشاكل بالانسكاب على صحنك المليء بالحلوى، ليصبح طعمه مرًا.
هل ستكون آخر ليلة هذا العام أسوأ ليلة مرة علي منذ خمس سنوات؟ وأكون للمرة الأولى منذ سفري..وحيدًا حقًا؟