فيسبوك يسترجع ذكرياتنا، أو على الأقل ما كتبناه على المنصة في هذا اليوم نفسه قبل أعوام.
هذه المرة كانت الذكرى عن أول عمل “تجاري” خارج عن المعتاد بالنسبة لي، كنت تقريبًا في الصف التاسع أو الثامن، ذاكرتي البسيطة تخونني، لكن لا بأس! فلنتذكر معًا.
كنت أعمل غالبًا في الصيف مع جدي في دكانته الصغيرة، أو مع جدتي في صيدليتها، يعني كنت سيلسمان! في النهاية فادني الامر عندما عملت في ليبيا أيضًا!
عرض عليي أحد أعمامي صفقة مربحة، ألا وهي أن أستلم دفعة من الصناديق، تلك التي تُفتح وتُغلق بسهولة، لبيعها لأصحاب المخازن والمخابز. كانت حصتي هي الربح الكامل، أي أن أحدد سعرًا يزيد على سعر الصندوق الأصلي لأستلم كامل المبلغ وأعيد فقط السعر الأصلي لعمي.
شكلت شبكة تجارية، تتألف من عدة أشخاص، أنا وابن خالتي فقط لا غير، لزيارة المصانع والمخابز وعرض منتجنا الذكي عليها.  في ذلك الوقت كان الصندوق منتجًا جديدًا وغير معروف، وكان ذو قيمة عملية حقًا، لكن لم يقبل أحد أن يشتري صندوقنا الذكي، وتم طردنا من المحلات خاسرين مفلسين.
كان الوضع صعبًا، فقد خصصت ميزانيةً للتنقل والمواصلات، وجهزت مع ابن خالتي عرضًا تقديميًا نشرح فيه سهولة استخدام الصناديق وفتحها وإعادة إغلاقها ببساطة، لكن لم نلقى أيّ ترحيب من المحلات التي زرناها.
لكن قبل نهاية المدة، كانت زوجة عمي، والتي لا تعلم شيئًا عن الصناديق، تزورنا ورأت الصناديق، وبدأت عرضي الذي  حفظته وتذكرته كلمةً بكلمة، لكن بدل بضائع وربطات الخبز أصبحت المفردات منزليةً أكثر: ألعاب الأطفال وأغراض المطبخ وفعلًا نجحت! واشترت زوجة عمي صندوقين مني.
قبل أن يقلّها عمي للذهاب إلى المنزل اعترضت طريقه وأعطيته حصته من ثروتي الجديدة وأعدت له باقي الصناديق، ٤٨ صندوقًا على وجه التحديد. سألني فيما بعد، لمن بعت الصناديق وكيف، لم أخبره وتوجهت إلى غرفتي..بعد دقائق عرف عمي لمن وكيف بعت الصناديق!
وبعد هذا أصبح التعاون التجاري بيني وبين عمي أفضل بكثير  😀