من مهام الطبيب بالطبع هي الحفاظ على حياة المريض، لكن في بعض الأحيان يكون الخيار الأفضل للمريض وللمشفى هو التوقف عن المعالجة. لكن كيف يمكنك تحديد هذه النقطة أو كيف؟
كان اليوم أول اختبار لي لمعرفة هذه المرحلة الصعبة، والتي لسوء الحظ كنت فيها لوحدي دون مرجعيتي، وهي هنا استشاري الطب العصبي المسؤول عني.
المريضة ج.ك تعاني من حالة صرع مستمرة بدأت الساعة الثامنة والنصف صباحًا وانتهت الحادية عشرة والنصف عند إعطائها الجرعات الكافية التي أوقفت نوبة الصرع. في مثل هذه الحالات يجب علينا دومًا نفي الجلطات الدموية التي قد تتسبب بموت منطقة دماغيّة محددة، لا بد من إجراء التصوير الطبقي المحوريّ بالإضافة لتصوير الأوعية الدماغية.
في بعض الأحيان عليك أن تحدد ما هي تقنية التصوير التي ستتبعها، مع الأوعية أو بدونها؟ هل ستقوم بحلّ الجلطة أو الاكتفاء بمراقبة الحالة والمحافظة على المؤشرات الحيوية في المجال الطبيعي؟
اخترت ذلك اليوم، أن أتوقف عن التصوير بالأوعية، المريضة مصابة بعدد كبير من الجلطات سابقًا، إضافةً للخرف، كما أنها مصابة بشلل نصفي، التصوير الوعائي قد يؤدي للإساءة للتغذية الوعائية للكليتين، كان علي أن أقارن بين المخاطر والفوائد. كان قرارًا صائبًا لكن صعبًا جدًا في تلك اللحظة.
أعرف أنني سأتعرض لحالات أصعب بكثير، لكن لا بد لنا من الأمل من أجل مرضى قابلين للعلاج. للأسف هذه هي الباطنة العصبية!
اضف تعليقا