تتسارع خطى العام الجديد بشكل مبالغ به، كيف ينتهي الربع الأول منه قريبًا؟ تبًا، ربيع عمري يقارب على الانتهاء أيضًا!
ماذا نريد؟
هل نفعل ما نريد حقًا؟ أم نفعل ما يتطلبنا العالم فعله. المرض شيء مخيف، التعامل اليومي مع المرضى يجعلك تدرك أشياءً لن تراها في أماكن أخرى، هل تعتقد أن شرب الماء شيء سهل؟ كم حركة يحتاج الإنسان للوصول إلى الكأس؟ كم عضلة تتحرك بإشارات عصبية من دماغ سليم؟ مجرد خثرة صغيرة، اختلال صغير في شلال التخثر وانطلاقها عبر الشريان السباتي إلى الأعلى، ارتفاع ضغط مفاجئ و…١..٢..٣
تغيرت حياتك تمامًا…
أصبح شرب الماء شيئًا صعبًا، الذهاب إلى الحمام يحتاج مساعدة الممرضة، استعادة الحركة تحتاج شهورًا. الوقاية خير من العلاج. لكن تبقى هناك المتلازمات وأمراض الأنسجة الضامة الغريبة التي تصيبك بسبب جيناتك، هناك أشياء لا نستطيع تغييرها.
هل نفعل ما نريد حقًا؟ مريض بورم دماغي سيتغير تمامًا عن حالته الأولى ، وبعد استئصال الورم، في حال إمكان استئصاله، سيتغير كل شيء. لن يكون نفس الشخص.
هل تقبع شخصيتنا في تفاعل خلايانا العصبية مع بعضها وتفاعل المواد الكيميائية المفرزة من الجسم؟ هل فعلًا تغيير صغير في بيئة الخلايا في مكان ما في هذا الدماغ قادر على تدمير حياتنا بشكل كامل؟
أحيانًا لا تحتاج لتغيير حقيقي حتى. المريضة ب. تعرضت لحادث سيارة منذ عامين، ومن وقتها لا تستطيع التحدث بطلاقة، تحتاج عشر دقائق لقول ما تستطيع أنت قوله في دقيقة ونصف. هل يوجد خلل في دماغها؟ لا! كل الفحوصات التي تمت على المريضة ب تنفي أي خلل دماغي أو عصبي أو وجود التهاب ما، كل شيء يشير إلى اضطراب ما بعد الصدمة، رغم أن الصدمة لم تكن كافيةً لتتحقق شروط اضطراب ما بعد الصدمة طبيًا..
هل نتحكم بأنفسنا؟ هل نستطيع التحكم بأنفسنا؟ ما الأمر بالنسبة لمرضى الخرف وألزهايمر؟ هل يدركون ذلك؟ هل يدركون مرضهم؟ يعتقد ساكس أنه ربما من الأفضل أن نترك المريض يعيش وهمًا قبل أن يدرك الحقيقة، ويناقش في مقال نُشر حديثًا على النيويوركر تلك الفكرة، ويطرح مثالين عن مريضين مصابين بالخرف، أحدهما كان رئيس قسم العصبية، أي أنّه يعرف فعليًا المرض وأعراضه ونهايته، وفي الساعات التي كان يصحى فيها من الخرف كان يدرك ذلك ويقرأ ملفه الطبي:
On one occasion, he saw his own chart, said “Charles M.—that’s me,” opened it, saw “Alzheimer’s disease,” and said, “God help me!” and wept.
لا أعرف الجواب فعلًا، لكني أعلم أننا نحب أن نعتقد ذلك، أننا نتحكم بأنفسنا وأننا نعرف ما الذي نفعله رغم جهلنا الكامل بذلك. كفانا ! إليكم أهم الأشياء الأخرى:
أكاديمية المظلة
يبدأ المسلسل بقصة الأطفال المولودين فجأة في تاريخ وتوقيت واحد، لتكون أول حلقتان منه مملتان نوعًا ما، لكن بعد عودة ٥ يبدأ المسلسل بالتحسن فجأة، لا بد من الثناء على تمثيل Aidan Gallagher الرائع وإجادته لأداء الشخصية الغريبة. لكن السؤال هو، ما القادم؟ ينتهي الجزء الأول في ملحمة كبيرة ويعطينا نهاية مفتوحة فلا ندرك المخطط له في الجزء القادم. يناقش المسلسل العلاقات الأخوية، الحب، الغيرة و…نهاية العالم!
Hotel California
هل سمعت هذه الأغنية؟ طبعًا، لكن هذه المرة الأولى التي أسمعها على هذه الآلة harpejji (هاربيجي؟) هل تعرف هذه الآلة مسبقًا؟ أتحمس دومًا عندما أرى أداة موسيقية جديدة، عالم آخر كليًا، صوت آخر.
أفكار لأزمنة الحرب والموت
قرأت هذا الكتاب، هو بعض تجميعات لمقالات أخونا بالمهنة سيغموند فرويد، سبعة مقالات، الوحيدة التي حصلت على اهتمامي هي رسالة فرويد لأينشتاين ردًا على سؤاله بشأن كيفية التغلب على الحرب، وأعتقد أنّ المشكلة الفعلية هي “سوء الترجمة”.
في النهاية أترككم مع هذه الأغنية، وأتمنى دعواتكم في رحلتي الأخيرة….مغادرة الشرق… الشرق الذي أحبّه…
اضف تعليقا