بعد حوالي أربع سنوات من العمل المستمر مع فريق مرصد المستقبل، بدايةً ككاتب ومترجم ونهاية كمدير تحرير الموقع، تنتقل المهمة إلى حامل آخر لهذه الشعلة، بعد تغييرات إدارية كبيرة. كنت حزينًا لخروجي من الموقع، الموقع الذي أشرفت عليه وتابعته بشغف كبير لإيصاله للقارئ العربي بأفضل صورة ممكنة.

ليس هذا فقط، سأترك عملي في نهاية الشهر القادم، لأبدأ رحلة جديدة أيضًا في عالم الأعصاب. فعليًا أحلّق دون أي خيوط أو حبال. تلك هي المنطقة الصعبة والتي لا يستطيع المرء أن يرسم المستقبل غير الواضح أمامه.

فرص كثيرة، أفكار كثيرة، تنفيذ قليل، كسل.
الحلقة الثانية من التجربة لم تُكتب بعد، وهذا أيضًا ليس جيدًا.

أتابع Game of Thrones وأحاول ألا أرفع أملي كثيرًا، وأفكر جديًا في قراءة الكتب.

مؤخرًا شاهدت فيلم “صيف ٨٤”، فيلم رعب متدني التكلفة، لكن الجودة والقصة تضاهي أغلى الأفلام المنتجة في ٢٠١٨ حقيقةً، والنهاية، ذكرتني ببداية GOT حيث كان المسلسل حينها لا يخشى أن يعبر عن نفسه كما يريد، ولا يترك للمشاهد حريّة اختيار بطله.

في المناوبة الأخيرة وصلتني مريضة في الثانية والتسعين من العمر، ولكنها تبدو في السبعين. رغم ذلك ورغم أمراضها القليلة، أصابها نزف دماغي مفاجئ ربما ينهي حياتها قريبًا. لن تشعر بشيء. أحيانًا أعتقد أن هذا النوع من الموت قد يكون الأرحم. التفكير في الموت مخيف، لكنه لا يفارقنا.