يوم جديد، يوم جديد

أستيقظ، أشرب القهوة، أرتدي ملابسي وأنطلق إلى العمل مشيًا مع الاستماع لبودكاست صباحيٍّ. عليّ أن أكتب رسالة التخريج للسيد باء هل حدثتكم عنه؟ لا أعتقد، لكنّ سيكون الحديث قصيرًا.

عرفت السيد باء لأول مرة عن طريق عيد ميلاده، فنحن نتشارك عيد الميلاد نفسه تقريبًا، هو أكبر مني بيومين فقط! جلست معه، كان لطيفًا، قصير القامة، أصلع الرأس، آسيوي الملامح بذقن وشنب خفيفين، يرتدي بدلة رياضة زرقاء.

تحدثنا معًا، لم يبد مريضًا حقًا، ولم يحدثني عن أعراضه. وحسب باء، هو هنا لأنّه يعاني من عدم الراحة والخوف المستمريين.

إمبراطورة، الشمس وزُحل

بعد أنّ عدلنا مضاد الذُهان الذي يتناوله باء، وبعد أن أصبح في مجال فعالٍ في الدم، قررت التحدث معه ومع الاستشاري. وسأله الاستشاري السؤال الأهم، والذي أغفلته دون قصد:

ما هو عملك سيد باء؟

“بين الحين والآخر أنظّف زُحل، وأحيانا نبتون، لكن بلوتو بعيد لذا لا أسافر إلى هناك، سافرت مرة وبعدها تركتني زوجتي، إمبراطورة اليابان، رغم أننا نتشارك 17 ابنًا.”

وهنا كان شعوري: أوببا! ماذا نفعل له؟ كيف نساعده؟

وأخبرني الاستشاري بعدها، أنّ المرض عند باء مزمن لدرجة لا نستطيع التدخل بعدها، وأن هدفنا هو التخلص من الأعراض الجانبية أو تخفيفها، كالخوف والاكتئاب.

كان لقائي مع السيد باء خفيفًا، لطيفًا. وأحببت اقتناعه بعمله وتفانيه به!