شكرًا لتعليقاتكم على التدوينة السابقة، سنتابع اليوم رحلتنا في إسبانيا، كم لطيف هو الشعب الإسباني! أحبّ ألمانيا وأعمل فيها، لكن لا مجال للمقارنة، للأسف.
ذكرت في التدوينة السابقة أن الأندلس تختلف عن أندلوسيا اليوم، وهذه الصور توضح ذلك:
على اليمين نرى منطقة الحكم الذاتي المُسماة أندلوسيا وهي ثاني أكبر المناطق في إسبانيا وتشمل ثمان مقاطعات: ألمرية وكاديز وقرطبة وغرناطة وولبة وجيان وإشبيلية، حيث إشبيلة هي عاصمة هذا الكنتون الكبير.
على اليسار نرى صورةً توضح حكم الأندلس حوالي سنة 1000 ميلاديّة. (مصدر الصورة ويكيبيديا.) ويتضح الفرق الكبير، حيث شملت الأندلس أجزاءً أكبر من إسبانيا، بالإضافة لجبل طارق والبرتغال.
هل تعلم أنّ جبل طارق هو دولة مستقلة تقع تحت حكم التاج البريطاني؟ مفاجأة صحيح؟
بحر وشمس ودفء
أكثر ما تفتقده حين تعيش في بلدٍ أوروبي هو الشمس، ما أجمل الشمس! بعض الدراسات وجدت ترابطًا (ليس ترابطًا سببي) بين الاكتئاب ونقص فيتامين د. من يحدث في البداية؟ لا أدري، ربما يجب أن أقرأ أكثر، لكن استشارية قسم الفُصام تفضل إعطاء فيتامين د بشكل فوري للمرضى عند نقصه، بعكس استشاري قسم الاكتئاب.
درجة الحرارة: 18 حتى 20 درجة سيليسيوس. قد تبدو باردةً لقراء المدونة، لكن يا أصدقائي، عدا سكان كندا، 20 هي حلم من يعيش في شمال أوروبا. أنت ترى ظلك، هي نعمة كبيرة لو تدري.
اليوم البحري الأول
قضينا اليوم الأول في استكشاف المقاهي المختلفة على سطح السفينة، بعضها تعزف فيها لاعبة البيانو برشاقة أناملٍ ذهبية على الكيبورد الأسود، والآخر تستمع لفرقتي المفضلة الجديدة والتي لم أجد لها أيّ مقطع على الإنترنت، ثنائي ماجلان.
صحيح، لكل طابق اسم بحريّ، فالطابق الثاني هو المرساة، حيث توجد المأونة ويعيش الطاقم. الثالث هو الأطلسي، كالمحيط وهنا يوجد مطعم كبير وواسع، ورغم ذلك قد تضطر لحجز طاولة قبل نزولك. والطابق الرابع: نجم البحر. الخامس هو الركيزة، والسادس: حيث كانت غرفتنا الصغيرة: العوامة! وسُمي كذلك لأن جميع قوارب النجاة معلقة على هذا الطابق. السابع أعتقد اسمه الشراع، الثامن الصدفة، التاسع هو المرجان، العاشر اللؤلؤة، الحادي عشر هو السرطان والثاني عشر هو الماء وأخيرًا 14 هو الأفق.
كم متعبة هي الكتابة بالشكل أعلاه! هذه صورة من المصعد توضح الأسماء مرةً أخرى.
شربنا الكثير من القهوة، أنا سوداء ويمنى كابتشينو. على السفينة قابلنا الكثير من العرب وجميعهم من تونس الحلوة (بي إس: هل أخبرتكم أنّ قضيت سنةً في تونس؟). وقبل أن يعرف التوانسة أننا عرب، كان ظنهم أنّ يمنى إسبانيّة، بينما أنا أوروبي بارد من إحدى تلك الدول. هل أبدو باردًا لهذه الدرجة؟
ملاحظة أخرى: معظم الركاب كانوا في العقد السادس من العمر، لذا لم نكون أي صداقة معهم للأسف، جميع صداقتنا كانت مع العاملين في المطاعم. تبًا للطعام!
وهاكم نظرةً على الخريطة التي تبعتها سفينتنا والتي المُسماة بالألمانيّة “ماين شيف 4” أي سفينتي 4.
على ظهر السفينة لا يوجد ساحر
كنّا قد قررنا مشاهدة مسلسل The Witcher، للأسف لم نشاهده، لكني قرأت كتاب الضحك والنسيان لكونديرا خلال الأيام الثلاثة الأولى. وإن كنت قد عاشرت براغ فستحس بكلام ميلان، حيث براغ بطلة قصص الكتاب جميعها.
تستيقظ الساعة الثامنة صباحًا، لترى المرفأ.
وصلنا إلى كاديز!
لن أطيل عليكم اليوم، ما زالت أصابعي تتعود الكتابة من جديد. شكرًا لكل من علّق وكتب ❤️ تعليقاتكم تدفعني للاستمرار.
شكرًا لكم جميعًا!
وفق الانستقرام تبدو أوروبيًا بالفعل لكن ليس باردًا بالطبع تفاصيل ثرية لرحلة بحرية أتمنى أن أجري مثلها يومًا ما.
امتناني لكما
مستمتعون مع بالرحلة .. استمربالتدوين يا جميل 😊
رحلة جميلة والصور ساحرة
ممتنة للمشاركة ^_^
[…] يا أصدقاء، كما قرأتم لن تكون التدوينة عودةً لرحلتنا، هذه المرة سأحدثكم مجددًا عن مناوبتي/نبطشيتي […]