وصلنا أخيرًا للمحطة الأولى، خطأنا كالعادة: لم نقرأ عن كاديز.

كاديز، أو قادس بالعربية، مدينة ساحلية (ككل المدن التي سنزورها في السفينة طبعًا) في جنوب إسبانيا، وتعد إحدى المقاطعات التي تشكل كنتون أندولسيا. ويُقال أنّ اسم المدينة مُشتق من الكنعانيّة، لغة الفينيقين، الذين بنوا كثيرًا من مدن إسبانيا.

وتبلغ مساحة قادس نحو 13 كيلومترًا مربعًا، أي بحجم دولة صغيرة تقريبًا. نزلنا من السفينة تائهين فعليًا، وسألنا جوجل، أين نذهب؟ وتوالت الإجابات.

قلعة القديس سباستيان

قلعة القديس سباستيان

تبعد قلعة القديس سباستيان نحو 15 دقيقة على الأقدام من المرفأ، لذا كانت خيارنا الأول. للأسف اكتشفنا أن القلعة مغلقة في فصل الشتاء، لكن الشاطئ والطريق إليها كفانا سعادةً استمرت حتى وصولنا للمعلم الثاني. لكن من المدهش معرفة أنها موجودة منذ 1706 للميلادية.

طائر النورس حلّق!

كنيسة قادس

كنيسة قادس

بعد أن تدخل عددًا من كنائس أوروبا، ورغم اختلافها تتشابه عليك، إلا إن كنت مهتمًا بالهندسة المعمارية والفروق الفنيّة بين كلّ أسلوب.

وتحت الكنيسة يوجد قبو فيه قبر الموسيقي مانويل دي فايا، والكاتب خوسيه ماريا بيمان، فنانان من أولاد قادس الباريين. والذين لا أعرف عنهما شيئًا للأسف!

قبو كنيسة قادس
قبو كنيسة قادس

المدرج الروماني

حسنًا، المميز الوحيد لهذا المدرج أنّه بُني في القرن الأول قبل الميلاد. إليكم بعض الصور.

المدرج الروماني في قادس
المدرج الروماني في قادس

تابعنا يومنا الأول ببطء، دون معرفة لطريقنا أو وجهتنا، لذا وصلنا إلى السوق، ميركادو، وتوجهنا بعدها إلى “ساحة إسبانيا”، وتوجد هذه الساحة في كل مدينة إسبانيا، ويختلف النصب التذكاري بين مدينة وأخرى حسب تاريخ وثقافة المدينة.

وفي النهاية زرنا كنيسة سانتا كروز، والتي حُولت من جامع إلى كنيسة (كأغلب كنائس إسبانيا، ولنا في الحلقات القادمة حكاية عن هذا الموضوع)، ولم نراها إلا لبضع دقائق من الداخل بسبب اضطرارنا إلى الإسراع والعودة إلى السفنية قبل الساعة الخامسة، وإلا علقنا على هذه المدينة!

ربما لم نشاهد الكثير في كاديز، لكنها كانت بدايةً ممتعة لرحلتنا، وفيها أيقنت يمنى أنها ستريد القراءة أكثر عن تاريخ العرب في الأندلس.