تبًا، يوم جديد علي الاستيقاظ مجددًا. أحيانًا أعتقد أني أشد مرضًا من المرضى الذين أعتني بهم في القسم.

في طريقي للعمل أواجه السكة الحديدية، الموجودة في منتصف البلد، طبيعي. عندما تنزل هذه الأعمدة، فإنها تنزل لتبقى. فعليًا تبقى هكذا لمدة خمس دقائق، خمس دقائق فقط.

خمس دقائق تعني الكثير من الوقت، الكثير حقًا.

هنا تبدأ الأسئلة الوجودية بالنزول على عقلي، هل أحتاج فعلًا الذهاب مشيًا إلى العمل؟ لماذا لا أستقل الباص؟ وهل أخاف من قيادة الدراجة بعد الحادث لهذه الدرجة؟

أعاود المشي بعد ارتفاع الأعمدة المخططة، الكثير من الأشخاص، الكثير من أقنعة الوجوه المختلفة. غريب هو الأمر، يصبح اعتياديًا بعد فترة قصيرة.

القناع الإلزامي، الكل أصبح بطلًا مُقنّعًا. في المشفى أيضًا، لا بد من ارتداء القناع بشكلٍ إلزامي للطاقم الطبي. وهذا لو تعلمون صعب جدًا في المشافي النفسية.

أن تحادث المريض من تحت حجاب، ألا تُظهر له انطباعاتك وإيماءات وجهك، ذلك ليس بالأمر السهل.

قواعد صعبة

  • لا يُسمح بالزيارات.
  • لا يُسمح بخروج المرضى من المشفى.
  • لا يُسمح بالخروج للمشي إلا في حدود نصف الكيلومتر التابع للمشفى.
  • لا يُسمح بالتقارب، المسافة الإلزامية بين الشخص والآخر: متر ونصف المتر.

من يريد التحدث اليوم

نعم، للأسف كان علي إدارة مجموعة الاكتئاب (والتي أديرها غدًا أيضًا) لأن المسؤول عنها، زميلي الذي قضى سنتين ونصف في اختصاص النفسية كان مناوبًا.

أخاف من الحديث باللغة الألمانية في الملء. أعترف بكامل قواي العقليّة. لا أدري لماذا، المهم أخاف جدًا.

بدأت المحادثة ببطء، وهدوء. أكره الهدوء والصمت الذي يسود في مجموعة من عشر أشخاص. أكره الصمت. الكل ينظر إلى السقف أو الأرض، فجأة يصبح الحذاء شيئًا مهمًا.

لون الحذاء، لون رباطه، طريقة العقدة. صوت. مريض يتحدث؟ جاوب على سؤالي؟

الخطأ رقم واحد: لا تسأل كيف حالك بالألمانيّة بشكلٍ عادي، غالبًا سيكون الجواب: سيء، يومي سيء.

كان موضوع الجلسة أسباب الاكتئاب، البيولوجيّة والاجتماعيّة والنفسيّة، وكذلك نموذج الاستعداد والضغط، وفيه يُفسر الاكتئاب كتجاوز لعتبة التحمل وهو نتيجة تراكم عوامل الاستعداد (البيولوجية/الجينية) والضغط النفسي.

مصدر الصورة: تويتر

بعد نهاية الساعة، ذكرت للمرضى توتري، فابتسم معظمهم، خاصة السيدة م، والتي نبهتني إلى أهم مبدأ في علاج التوتر ما بعد الصدمة: المواجهة!

صورت مقاطع فيديو بنيّة تجميعها بعنوان “يوم في حياة مناوب”، قد أرفعها يومًا ما، لا أعرف.

هل تابعتم بطاطس؟ فيديوهات سريعة من مؤيد وعدنان وكما يقولون: أمور رائعة حول العالم!

وخبر رائع آخر، مؤسسة صخر تطلق المدقق الإملائي على الويب وكتطبيق للأجهزة المحمولة.

أتمنى أن أدون أكثر، عبدالله المهيري يحفزنا بالتدوين اليومي، وكذلك يونس.

هل قرأتم قواعد بيت الرب؟ ترجمتها منذ زمن، سيفهمها من عمل في الطورائ حتمًا. لقراءة المغامرات السابقة في قسم النفسية إليكم هذه الصفحة.

إن كان لديكم اقتراحات، تعليقات، فلا تخجلوا!

إلى لقاء قريب.