قرأت عن جائزة التدوين المُسمّاة جائزة ليبستر في مدونة داليا مؤخرًا، وبحثت عنها قليلًا حينها، وكان لا بدّ من ترشيحك من قبل مدوّن آخر.

شعار جائزة ليبستر

شعار جائزة ليبستر


أما الآن فقد رشحني الصديق العزيز يونس بن عمارة، وكان طارق ناصر سريعًا فكتب تدوينته البارحة، بالإضافة للعديد من المدونين الذين وددت ترشيحهم أيضًا.

Jon Stewart Fist Shake GIF - Find & Share on GIPHY

فلنبدأ بالإجابة عن الأسئلة.

من الذي حفّزك على التدوين؟

ياه، القصة قديمة نوعًا ما، بدأت الدخول في عالم التدوين منذ زمن بعيد، على الأغلب في موقع لايف جورنال، وحُذفت صفحتي هناك لأني لم أدخلها منذ عقود.
وأعتقد أني كنت حينها مبهورًا بالإنترنت في 2006-2007، حين بدأت أستخدم موقع حكيم المصمم بالكامل من قبل طلاب جامعة دمشق في كلية الطب البشري. وتعرفت حينها على المدونات، وبدأت باستخدامها، وكنت أدوّن حينها بالإنجليزيّة يومياتٍ وشذراتٍ (إن صحّ تسميتها بشذرة، كتاباتي كانت مأساة وعاطفيّة زيادةً عن اللزوم). واستخدمت بلوجسبوت أثناء حجبه في سوريا. في ذلك الوقت كنا نستخدم برنامج بروكسي، أعتقد أنّه كان يُسمّى ألتراسرف. غير متأكد.
وأعود للسؤال مجددًا، أعتقد أنّي وددت أن أترك بصمتي في العالم الرقمي، ولو لم تُرى، وأعتقد أنّ ملهمي الأكبر هو القارئ النهم في بيتنا، كان جدي رحمه الله، والذي للأسف لم يستطع أن ينهي كتابه وينشره.
ربما الخوف من العدم؟ ألا يرَ الآخرون من أنت، أو لا ترَ نفسك؟.
سأبقي على إجابتي الأولى، جديّ العزيز هو من حفزني، بطريقة ما أو بأخرى.

هل يحدث لك بالفعل أن يكون لديك شيء كثير لتقوله وتكتب كثيرًا عنه لكن ترى أنك لم تقل رُبع ما كنت تنوي كتابته؟

في كثير من الأحيان، أبدأ بالكتابة ومن ثم أضيع في تفصيلةٍ صغيرة لأكتب عنها وأبتعد كثيرًا عمّا كنت أريد نقله للقارئ. لا أعرف تفسير ذلك أو كيفية حدوثه، لكنه يحدث بالفعل يا صديق.

لو فكّرت مليًا ووصلت كتاباتك الرقمية الآن لحفيدك العاشر (أي حفيد حفيد…إلى الجيل العاشر من نسلك) ماذا تتصور أن يعتقده عنك؟

أتمنى ألّا يصل لكتاباتي الإنجليزية الأقدم ربما، ولكنّ إن وصل إلى هذه المدونة فهذه نصف مصيبة. ربما يعتقد أنّي كسول، وأقول الكثير وأفعل الأقل كما أكتب وأعد بالكثير للأسف. ولكن ربما يقرأ المدونة كاملة، أعتقد ذلك. أذكر أنّي وجدت مفكرة جديّ القديمة بعد وفاته، وكتب فيها نحو 500 صفحة، قرأتها بالكامل في نهم كبير.
لدينا نهم بمعرفة أصلنا، وكيف فكّر من سبقنا ومدى تشابهنا. ربما قد يعجبه هذا، أو يعجبها.

ما هي الإضافة (مادة معينة أو طريقة إعداد) التي تضيفها لمشروبك المفضل (قهوة أو شاي أو عصير طبيعي) وتجعله أطيب طعمًا؟

أنا إنسان ممل فيما يتعلق في المشروبات، أفضل شربها كما هي، وأسعى للاستمتاع بالشاي دون سُكر، أو محلٍٍ اصطناعي. لم أنجح حتى الآن. لكن والد يمنى يضع الزعتر البري في الشاي، وصدقًا، طعمه رائع! هل تعرفون المتة؟ والدي يستخدم الحليب معها، لم أجربها قبل، ولكن ربما تأتي قريبًا على اللائحة.
سأحدثكم عن مشروب يُمنى المفضل، القهوة، ولكن مع الكثير من الإضافات، كمبيّض القهوة والفرابتشينو والهيل!

هل ترى أنه من الضروري أن يكون شريك حياتك (زوج أو زوجة) ملمًا بما تكتبه في مدونتك وإن بصورة إجمالية؟

ليس من الضروري، هو باعث للسعادة أن تقرأ هي ما كتبت، ولكني لا أطلبه. وأحبّ الاطلاع على كل ما تكتبه هي، حتى قبل نشره. وأحاول قدر الإمكان منع نفسي من التدخل، فكلّ منَا شخص عاقل له تجربته الشخصيّة.
ولكنّي أعرف أنّ يمنى تقرأ المدونة، وأحيانًا زيادة عن اللزوم، وتعود إلى الخلف لترى التغيير الكبير الحاصل في كتابتي، وأشجعها بالفعل، فحين كنت في عمرها كان أسلوبي مُتعَبًا وسيئًا للغاية.

احكِ لي عن نفسك قبل أن تدون ونفسك بعد أن دونت لفترة كافية؟ ما الذي تغيّر؟

لا يمكنني المقارنة أسفًا، كنت شخصًا آخر حينها، وعرّفت نفسي لفترة كبيرة(عشر سنوات؟) بأنّي “مدون”. أعتقد أن التدوين شجعني على القراءة أكثر وعرفني بمدونات وأشخاص كثر أحترمهم وأقدرهم، وتعلمت منهم الكثير.
أعتقد أن التدوين زاد قرائتي في المجالات المختلفة، وجعلني اجتماعيًا أكثر، ولو “أونلاين” فقط، وعرفني بأشخاص مختلفين، فبدون التدوين لم أتعرف على ملاذ مدني، أو هاشم الغيلي، ولولا التدوين لما عُرفت وأصبحت، ولو لفترة ثلاث سنوات، رئيس التحرير في أحد أكبر المواقع العربيّة في مجال تبسيط العلوم والتقنيّة.

أي مادة كنت تحبّها في الثانوية؟

أذكر حبّي لمادتي الرياضيّات والفيزياء، في مرحلة معيّنة من الثانوية تطوّرت لدي القدرة لرؤية المنحنيات الخاصة بالتوابع (يُسمى في الدول العربيّة الأخرى الدالة) بمجرد سماعي للدالة. كنت أحب مادة التحليل الرياضيّ للغاية. وسأذكر لكم هذه الطرفة:
في الثانوية العالميّة في مدرسة السعادة يفاجئنا الأساتذة بشكلٍ دوري بالمُذاكرات والامتحانات الفجائيّة، ودخل علينا يومها أستاذ التحليل الرياضي، أ.عمورة، وبدأ بإلقاء السؤال علينا.
بمجرد سماعي للتابع، كتبت المعادلة ورسمت المُنحنى وحددت النقاط المطلوبة عادةً، وهذا كان الطلب الثاني في المسألة حينها، وأعطيت الورقة للأستاذ بمجرد انتهاءه من التلفظ بالطلب.
استغرب عمورة كثيرًا ونظر إلي وقال:”شكرًا شيّاح.” وأخذ ورقتي ثم بدأ بتلقين الطلب الثالث، طلبت الحصول على ورقتي مجددًا، لإكمال الطلبات التي لم أتوقعها، ولكنّه رفض وقال:”تعلّم الصبر شيّاح.، هذا درس لك.” وفعلًا كانت تلك أقل علامة حصلت عليها، 6/10 ومازالت نادمًا على تسرّعي، وأحاول تعلم الصبر.

ما الذي تعنيه الكتابة لك؟

الكتابة عالم آخر، مُتنفس، مكان أستطيع التعبير فيه بطريقة تعجز الكلمات المنطوقة أحيانًا نقله. وهي تلخيص للمعرفة وعلاج ذاتي.

ما التصرّفات التي لا تحبها في مجتمعك؟ وما التصرّفات التي تحبها فيه؟ (حاول أن يكون عدد التصرفات المحبذة مساويًا لتلك التي لا تحبها)

الأنانيّة وكره الخير للآخرين. للأسف ينتشر هذا الموضوع بين السوريين في الخارج أكثر من الداخل. وقليل جدًا من يشرح تجاربه وأخطاءه للآخرين، ليتعلموا منها. هل هو الخوف من الحسد؟ الخوف من ضياع الفرص؟
لم أجد هذه المشكلة بشكلٍ كبير عند المصريين، بحكم معاشرتي لهم، ولم أجدها على الإنترنت. ولكن في الفترة الأخيرة بدأ الوعي يزيد وبدأ الأشخاص يساعدون بعضهم ويستغلون الفرص للنجاح بمساعدة الآخرين على النجاح، كما يفعل مهند غشيم بشركته الجديدة، بنّاء. (للاستزادة طالع حلقة يونس توك عن بناء).
وأكره التقاليد، نعم، أكره التقاليد وأنا أسيرها، لا أعرف لمَ هي مهمة لهذه الدرجة. دعو الأشخاص أحرارًا في حياتهم. هناك فرق كبير بين حرام وعيب، ولكنه يتماهى في مجتمعاتنا ليختلطا..لن أكمل، فهذا موضوع صعب الإغلاق.
وأحب في مجتمعي الكرم، ولم أجد الكرم في المجتمع الغربي، إلا قليلًا، ففي مجتمعنا هي صفة عامة وليست مميزة. بل يقول الألمان هنا إن رأينا ألمانيًا كريمًا:”إنه ليس ألمانيًا طبيعيًا!”، لهذه الدرجة. وكذلك يسعدني حبّ التفوق والعمل الدؤوب، وأرى السوريين حولي هنا في ألمانيا محققين نجاحات، لم يكونوا ليحققوها في بلدهم الأصلي، رغب غربتهم واختلاف اللغة والعادات والتقاليد.
إذًا: الأنانية والتقاليد مقال الكرم وحب النجاح. ( هل الكرم من التقاليد؟ هل الأنانية جزء من حب النجاح؟)

لو كان لديك زرّ كفيل بأن يمحو (شخصًا، مكانًا، عادة، شعبًا، كلمة معينة، قناة، كتاب…) بصورة نهائية دون أن تُحاسب. فما هو الشيء الذي ستمحوه؟

الاعتداء، سواء اللفظي أو الجسدي. إن استطعت أن أمحي الاعتداءات المتكررة على البشر، الاعتداءات الساديّة التي تخلف شتات إنسان يحتاج جمعه الكثير والكثير من العلاج والمحبة. ذلك ما أريد التخلص منه، لو استطعت.

هل تؤمن بأن الكتابة لها القدرة حقيقة على تغيير حيوات الناس نحو الأفضل؟ استرسل في شرح الجواب سواء كان نعم أو لا.

بالتأكيد، تغيّرنا الكتابة. فالكتابة كفعلٍ علاجي تسمح لك برؤية أفكارك ثم قراءتها وسماعها، تستوعب وترى أفكارك من منظر ووجهة مختلفة تمامًا.
فبواسطة الكتابة تخلق عالمًا جديدًا لك، شخصيةً جديدة، وكلّما دوّنت بلغات مختلفة اكتسبت صفات جديدة أخرى وطرق تفكيرٍ أخرى، وتعلمك الكتابة التنظيم والترتيب والاجتهاد والالتزام. فانظر مثلًا إلى الفوائد الشتى التي حصل عليها، والتي أوافقه عليها، العزيز يونس بعد الاستمرار في الكتابة لعام كامل يوميًا.
أن تكتب يعني أن تتعلم وتقوم بالبحث اللازم، أن يكون اسمك مرتبطًا بمحتوى ترضى عنه، فكل ما يُرفع على الإنترنت يبقى إلى الأبد، في مكان ما.

والآن حان الوقت لنشر أسماء المُرشحين وأسئلتي لهم

احم احم، أرشح طارق موصللي، هادي الأحمد، عامر حريري، سفر عياد، سارة شهيد.
أما الأسئلة فهي كالتالي:

  1. كيف بدأت رحلتك التدوينيّة؟
  2. متى كانت أول مرة استفدت فيها ماديًا من التدوين؟
  3. هل تعرّضت للفشل؟ احكِ لنا تجربةً فشلت فيها، وماذا تعلمت من فشلها؟
  4. ما هو البلد الأفضل للمستقليّن؟ أو ما هو البلد الذي قد تريد العيش فيه مستقبلًا؟
  5. هل تتحدث بلغةٍ ثانيّة غير العربيّة؟ وهل توّد أو بدأت تعلم لغةٍ ثالثة؟
  6. لو استطعت السفر للماضي، مع من توّد التحدث؟
  7. ما هو المحتوى المفضل لديك؟ الصوتي، المرئي، أم المكتوب؟ ولماذا؟
  8. هل يستطيع الجميع التدوين؟ كيف، ولماذا تعتقد ذلك(سواء كانت الإجابة نعم أو لا)؟
  9. ماذا بعد التدوين؟ ما هي أهدافك بعيدة المدى، وهل تعتقد أن تستمر بالتدوين بعد عشرة سنوات؟
  10. ما رأيك بالتدوين الصوتي (البودكاست)، هل تعتقد أنّها موضة ستنتهي قريبًا؟ أم هل تعتقد بوجود مستقبل في هذا المجال؟
  11. ما الفرق بين التدوين في مدونتك والتدوين في مدونة/موقع جماعيّ؟ ما فوائد وسلبيَات كل منها؟

قواعد المشاركة

شعار جائزة ليبستر

شعار جائزة ليبستر

  1. شكر الشخص الذي رشحك، ووضع رابط مدونته كي يتمكن الناس من العثور على صفحته [تمت]
  2. أجب على الأسئلة التي طرحت عليك من قبل المدون [تمت]
  3. رشح مدونين آخرين واطرح 11 سؤال [تمت]
  4. اخبر المدونين الذين قمت بترشيحهم. [تمت] 
  5. اكتب قواعد المسابقة و ضع شعارها في منشورك أو في مدونتك [تمت]

 
شكرًا لقراءة التدوينة، إن استمتعت أنشرها بين أصدقائك وأبدي برأيك في التعليقات.