عن الكتاب

يقع كتاب بدايات في 470 صفحة وقطّعه صاحبنا إلى ثمانية فصول كبيرة، بالإضافة للهوامش والشكر والثناء. ولن يُطلق معلوف عليه اسم الجذور، فتلك تتوارى تحت الأرض، بعكس ما فعلت عشيرته، والتي ارتحلت من صحراء لأخرى لتعبر القارات جميعها.

ويستهل معلوف كتابه بموت والده، بداية البدايات، الأصل المباشر لأمين والذي لم يحتلّ من الكتاب سوى القسم اليسير، ولكنه به بدأ وبه انتهى. ويروي لنا معلوف قصة سفره بحثًا عن أصول فرع عائلته في كوبا، ويحكي لنا خلال رحلته قصة العائلة كلها ابتداءً بطنوس وخليل، ووصولًا برشدي وأوديت، المولودة في طنطا.

وخلال هذه الرحلة نعلم أخبار العالم التي تابعتها عائلة معلوف، من السلطان العثماني ونهايةً بالاستقلال اللبناني. وعانت عائلة معلوف من الاختلاف الديني والطائفي، وهو شيء ليس بنادرٍ في بلادنا عامةً ولبنان خاصةً.

ويذكر أمين قرار جدّه بعدم تعميد أولاده للسماح لهم باختيار طائفتهم ودينهم عند بلوغهم، وهو قرار سابق لعصره في كثير من المقاييس، وسيجلب لبطرس وعائلته المشاكل في المستقبل كما روى أمين.

ويلعب أمين في كتابه هذا، كما في كتبه الأخرى، على وتر الهويّة، كم هويّة لنا؟ وما أثر أجدادنا على هويتنا؟ وهل هويتنا نتاج هوياتهم حقًا؟

وهنا يُسعفني الصديق أشهم بتلخيصه أفكار كتاب معلوف المهم الآخر، الهويات القاتلة، في بودكاسته التي أنصحكم بالاستماع لها.

لماذا يجب أن تقرأ الكتاب؟

يحكي الكتاب قصةً طويلة امتدت من نهاية الخلافة العثمانيّة إلى نهاية الثمانينات من القرن الماضي. إن كنت تهتم بالتاريخ وخاصةً تاريخ منطقة جبل لبنان فالكتاب لك.

إن كنت تحب القصص الشخصيّة، والروايات الحقيقية فانصحك بقراءته بشدة.

العيوب

في بعض الأحيان يدخل معلوف في كثير من التفاصيل التي تضيّع القارئ، برأيي الشخصيّ القصار. وكثيرًا ما قرأت صفحاتٍ بثوانٍ بحثًا بلهفٍ عن الحدث التالي. وربما ذلك لأنّي لا أحب نوعية الكتب هذه، واستمتعت بقراءة كتبه الأخرى.

الفيصل

كتاب يستحق القراءة، لن أعيد قراءته، وأعترف باستمتاعي به، وشدة غبطتي لمعلوف لقدرته على تتبع أسلافه على سطح المعمورة.

هل قرأت لأمين معلوف من قبل؟ أخبرنا في التعليقات.

مصدر الصورة البارزة.