بعد أن تحدثت عن دخول يمنى تطبيق Club House والإدمان المبدئي، أحب أن أطمأنكم، الشغف انتهى تقريبًا. لكن ما هي المشكلة الأساسية؟
لماذا نحبّ من يصرخ أكثر؟
عندما تنتقل بين غُرف كلوب هاوس، ستلاحظ عدّة أشياء مشتركة، تحدثت مع عامر عنها، أسوأها باعتقادي هو الصراخ. ستسمع الكثير من الصراخ سواء كان الحديث عن الدين أو العلم أو القوميّة والوطنيّة.
وستلاحظ طبعًا أن الصراخ والبكاء على العامة سيجلب لك المتابعين، ما يعني دخول الناس بشكلٍ أكبر في الغرف التي تؤسسها. شخصيًا أبغض الصراخ والصارخين، بل أجزم أنّ الطرف الآخر سيقنعني مباشرةً، حتى لو اقتنعت بفكرة الصارخ. قلتها أكثر من مرة وسأعيدها.
طريقة تقديم الفكرة وعرضها مهمة بنفس القدر، إن لم تكن أهم أحيانًا من الفكرة
ربما يبدو الكلام أعلاه غبيًا وسطحيًا، حيث لا أحكم على كتابٍ من غلافه، أو أحاول على الأقل. لكن إن صرخت واستمريت بالصراخ والمقاطعة، فكيف سأحترم فكرتك؟
هذا من جماعتنا
في العادة يسمح صاحب الغرفة أو مديرها للمشاركين بالكلام وإبداء رأيهم تبعًا لوقت دخولهم على المحادثة. وطبعًا هنا أيضًا يلعب فيتامين واو دورًا مهمًا للغاية. فأنت تكوني صديقة المديرة أو بنت عم خالتها، فستقفزين فوق دور الثلاثين شخصًا الآخرين، وهو أمر عادي. لا تكبرها.
أعتقد أني فقدت أعصابي مرةً واحدة على الأقل ورفعت صوتي معترضًا على تواجد العدل في الغرفة. المصيبة تكبر عندما تسمع الحديث وتستغبيه.
منصة للجميع
بعد معركة طاحنة بين سناء وعلا، ستفتح علا غرفةً تنتقد فيها سناء وكل من في تلك الغرفة من العنصريين والتافهين والأغبياء. وهو شيء طبيعي ومتوقع في كلوب هاوس، أي أننا أصبحنا نتنظر وصول الغرفة المُنتقدة للغرفة المحضورة.
وكما في تويتر وفيسبوك، وفر كلوب هاوس القدرة لإيصال الأفكار مهما كانت سيئة وشديدة الغباء، ونشرها بشكلٍ أسرع. هل تتذكر التعليقات الغبية على فيسبوك؟ الآن ستسمعها بشكلٍ مباشر. نعم يا صديقي ستتلقى الشتيمة مباشرةً.
ماذا تريد منا يا فرزت؟ نترك كلوب هاوس؟ تبًا لك
بالتأكيد لا! فهو مثل كل وسائل التواصل الاجتماعيّة السابقة، فيها الجيد والقبيح. أستمتع دومًا بسماع صوت د.إسلام وحديثه وتشجيعه لطلاب العلم، أو سماع تجارب الناس مع الطب النفسي، والإنصات لد.وليد وشرحه عن الأمراض والاضطرابات النفسية. وسأحاول قريبًا المشاركة في غرف مراجعات الكتب.
لا تترك كلوب هاوس ولا تدمنه، انتق منه ما يعجبك، وابتعد عن الصارخين والطيور الملونة.
اضف تعليقا