وهو شخصية حقيقية استمتع بتقديم القصص لضيوفه خلال الحرب الروسيّة التركيّة، وقام الفنان والكاتب رودولف راسبي بتأليف كتاب مُستخدمًا شخصية بارون، يحكي قصص غير واقعية عن بطولاته المستحيلة وشديدة الغرابة عن الحرب، فأصبح اسم مونشهاوزن مرتبطًا بالمبالغة والتفخيم.
وسمّى الطبيب رتشارد آشر متلازمة ادعاء المرض تيمنًا بشخصية البارون في كتب راسبي وقال:
اكتب لكم عن متلازمة شهدها معظم الأطباء، وكُتب عنها القليل. وكما كان البارون مونشهاوزن، فإنّ مرضى المتلازمة سافروا بعيدًا ليقولوا قصصهم الدراميّة والكاذبة. لذا أهدي اسم المتلازمة للبارون وأطلق عليها اسمه.
ما هي أعراض هذه المتلازمة؟
يحاكي المريض في هذه المتلازمة أو يسبب لنفسه أعراض مرضٍ أو أذيةٍ معيّنة، دون توقع عائد خارجي واضح، كالمال أو الدواء. ويساهم الكشف المبكر عن هذه المتلازمة في منع المريض من التسبب في أذية خطيرة لنفسه أو التعرض لاختلاطات التداخلات الطبيّة أو الأدويّة.
عوامل الخطورة:
- الجنس: الإناث معرضات بشكلٍ أكبر للمتلازمة
- الحالة الاجتماعية: العزوبيّة
- العمل في المجال الصحي
- وجود أمراض نفسيّة سابقة
- النزاعات والخلافات الأسريّة
الآلية المرضيّة
لا تُوجد آلية مرضيّة معروفة للاضطراب، ولكن عادةً ما يرتبط بعوامل نفسيّة واجتماعية ومشاكل إدراكيّة واختلافات في مكونات الدماغ حسب الدراسات وصور الرنين المغناطيسي.
العوامل النفسية والاجتماعيّة: الخسائر المبكرة بسبب الوفاة أو المرض أو الهجر، سوء المعاملة أو الصدمات النفسيّة، البحث عن الاهتمام بشكلٍ مرضيّ.
وتطرح إحدى النظريات ارتباط السلوك المرضي بتوفير استقرار لهوية الفرد والحفاظ على العلاقات مع الآخرين، ومعالجة الاختلال العاطفي والاحتياجات غير الملباة. كما قد يوفر المرض المزمن مزايا غير متوفرة في البيئات الاجتماعية مثل مكان العمل، واهتمامًا وقبولًا من قبل الآخرين. وحسب دراسة نشرها لولور وكيراكوفسكي[1] ، فإنّ المصابين بالاضطراب يقومون بشكلٍ واعٍ بلعب دور المريض، إما للحصول على التعاطف من الآخرين، أو للاستمتاع بخداع الأطباء.
المشاكل الإدراكيّة: قد يرتبط اضطراب مونشهاوزن بمشاكل في نصف الكرة الدماغية الأيمن. وتظهر دراسة بعينة مرضى صغيرة[2] (خمسة مرضى) معاناة المرضى مشاكل في البصيرة وتنظيم وإدارة المعلومات المعقدة، رغم أنّ الذكاء الظاهريّ لا يتأثر بالاضطراب، بل أنّ المهارات الكلاميّة ممتازة لديهم.
وأظهرت الصور الدماغية اختلافًا في تركبية الدماغ عند المصابين، كآفات في المادة البيضاء أو ضمورٍ في القشرة الدماغية في الفص الجبهي والصدغي. ويجب ذكر أنّ هذه الحالات فرديّة ولا توجد دراسات كافية في هذا المجال حاليًا.
الأعراض السريرية
يحاول الأفراد الخداع والمراوغة للكشف عن أعراض أو حتى التسبب بآذيات جسدية، والتي تتراوح من مشاكل بسيطة وحتى مشاكل مرضيّة خطيرة. وقد يدعي الأفراد وجود مرضٍ نفسي أو جسدي، مع غلبة الأمراض والأعراض الجسديّة في الاضطراب. وتلخص بعض الدراسات أهم الأعراض التي يمارسها المصابون بالاضطراب:
- آلام في البطن
- ألم مفصلي
- ألم في الصدر
- تجلط الدم
- الإسهال
- بيلة دموية
- فرط الكورتيزول
- فرط نشاط الغدة الدرقية
- نقص السكر في الدم
- الالتهابات
- النوبات العصبية
- الجروح الجلدية التي لا تلتئم
- القيء
وتشمل المتلازمة انتحال أعراضٍ نفسية كالاكتئاب والذهان والأفكار الانتحارية.
ويُعتبر الخداع سمة الاضطراب الرئيسية، فقد يتظاهر المرضى بالأعراض والأمراض بوساطة تضخيم أو تلفيق أعراضهم وتاريخهم الطبي، ومحاكاة الأعراض المرضية من خلال تناول أو حقن الأدوية، كالأنسولين وهرمون الدرقي أو حتى حقن الملوثات كالبكتيريا والبراز في الجسم. وقد يلجأ المرضى في بعض الأحيان إلى تزوير السجلات الطبيّة.
وغالبًا ما تصاحب المتلازمة الاضطرابات الاكتئابية واضطرابات تعاطي المخدرات واضطرابات الشخصية ، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية.
وقد يصاحب الاضطراب المفتعل حالات طبية عامة حقيقية. فعلى سبيل المثال، قد يتلاعب مرضى السكري بقياسات الجلوكوز في الدم لتضليل الأطباء ليبدو أنهم مرضى أكثر ما هو عليه الحال في الواقع.
التشخيص
تشمل معايير التشخيص الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيّة:
- تزوير العلامات أو الأعراض الجسدية أو النفسية
- عرض الفرد نفسه للآخرين على أنه مريض أو معاق أو مصاب
- السلوك المخادع واضح دون وجود مكافآت خارجية واضحة
- عدم القدرة على تفسير السلوك بشكل أفضل من خلال اضطراب عقلي آخر، مثل اضطراب الوهم أو اضطراب ذهاني
ويتطلب تشخيص الاضطراب المفتعل إثباتًا لسلوكيات تزوير المرض وإثبات الخداع، وليس الاستدلال على النوايا أو الدوافع المحتملة.
أما عن العلاج فإن العلاج النفسي هو الطريقة الرئيسيّة والأساسية، والبحث عن مرضٍ نفسي، كالاكتئاب والقلق ومحاولة علاجها.
نُشرت التدوينة أول مرة على موقع كورا واختيرت للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة للمنصة
المراجع:
اضف تعليقا